كشف المدير العام لميناء جدة الإسلامي الكابتن ساهر طحلاوي لـ"الوطن" عن قيام الميناء باتخاذ عدد من الخطوات للتوسع عمودياً لمواكبة زيادة واردات المملكة من الحبوب، من بينها إنشاء صوامع جديدة لتخزين الحبوب، إضافة إلى شراء معدات مناولة وتفريغ متطورة، وذلك بعد أن اتخذت المملكة قراراً باستيراد كل حاجتها من القمح من الخارج بحلول عام 2016.
وقال طحلاوي إنه يجري حالياً إنشاء صوامع مملوكة للميناء بدلاً من الحالية المملوكة للقطاع الخاص، بهدف تسريع عملية تفريغ الحبوب في الميناء.
وأوضح أن سعة تخزين الصوامع الجديدة ستبلغ 100 ألف طن من الحبوب السائبة ومن المتوقع أن تنتهي قبل عام 2012. وأضاف أن الميناء اشترى معدات تفريغ متقدمة بإمكانها تفريغ حتى 600 طن في الساعة الواحدة.
وتأتي تلك الخطوات من أجل تجهيز ميناء جدة لاستقبال الشحنات المتزايدة من الحبوب القادمة إلى المملكة في السنوات المقبلة، لحين الانتهاء من إنشاء ميناء خاص باستيراد الحبوب والمواشي تخطط المؤسسة العامة للموانئ حالياً لتنفيذه.
وقال طحلاوي: "الميناء حالياً قادر على استقبال أي نمو في واردات المملكة من الحبوب إذ لدينا أرصفة كافية ومعدات لمناولة وتفريغ ما يقارب من 400 طن في الساعة."
وميناء جدة الإسلامي هو أكبر ميناء من بين الموانئ الثمانية في المملكة من ناحية استقبال الحبوب السائبة والمواشي. وطبقاً لمعلومات المؤسسة العامة للموانئ فإن عدد الأرصفة التي تستقبل السفن المحملة بالحبوب السائبة في ميناء جدة تبلغ 7 أرصفة فيما يبلغ عددها 3 أرصفة في ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام ثاني أكبر الموانئ السعودية.
وسيستقبل ميناء جدة الشهر المقبل ستة بواخر محملة بالقمح من إجمالي عشر بواخر قادمة إلى المملكة محملة بنحو 550 ألف طن من القمح وهي الدفعة الثانية من القمح الذي تنوي استيراده هذا العام والمقدر بنحو 2.2 مليون طن. وتنوي المؤسسة العامة لصوامع الغلال وهي الجهة المسؤولة عن استيراد القمح زيادة هذا الرقم إلى 3 ملايين طن سنوياً خلال السنوات الخمس المقبلة.
واستقبلت الموانئ السعودية الثمانية في العام الماضي مواد غذائية يقدر حجمها بنحو 18.6 مليون طن من بينها 1.4 مليون طن من الأرز و 1.6 مليون طن من الذرة و 9.6 ملايين طن من الشعير إضافة إلى 1.24 مليون طن من السكر، بحسب إحصائيات المؤسسة العامة.
والمملكة هي أكبر مستورد للشعير في العالم ويتم استيراد غالبية الشعير من خلال ميناء جدة الإسلامي الذي استقبل في العام الماضي 49% من إجمالي الـ9.6 ملايين طن التي تم استيرادها.
وقال طحلاوي إن بإمكان الميناء مواكبة أي نمو في استيراد الشعير إذا ما تم التنسيق بصورة أفضل بين التجار المستوردين،وبين إدارة الميناء قبل وصول الشحنات.
وأوضح طحلاوي أن تجار الشعير لا يقومون بالتنسيق بصورة كافية مع إدارة الميناء للتجهيز لاستقبال السفن مما يؤدي في بعض الأحيان إلى وصول عدد كبير منها في شهر واحد ، فيما تشهد الأشهر الأخرى إعدادا أقل.
وقال: "التجار يستوردون الشعير بصورة متذبذبة ففي بعض الشهور لا يستقبل الميناء سوى باخرتين محملتين بالشعير وفي أسبوع واحد قد نستقبل 11 باخرة ولو تم التنسيق لأصبح من السهل توزيع البواخر على كافة الشهور والأسابيع بصورة أفضل وهو ما يسرع عمليات التفريغ والمناولة."
وأضاف: "التاجر في أغلب الأحيان لا يهتم بما يحدث في الميناء. الكل يأتي ويقول أنا حصلت على صفقة شعير في مناقصة بسعر ممتاز، ولكن لا أحد يخطط كيف سيحضر هذا الشعير إلى المملكة."
وقال: " لدينا المعدات الكافية للمناولة ، ولكن لا أحد يريد الانتظار في البحر ونحن لا يمكننا أن نفعل شيئاً إذا ما جاءت 11 باخرة في أسبوع واحد."
وأوضح طحلاوي أنه حتى يتم الاستيراد بصورة أفضل فإنه يجب أن تتكامل منظومة الاستيراد بحيث تقابل أي زيادة في عملية تسريع التفريغ من ناحية الميناء زيادة في عدد الشاحنات، التي تنقل الحبوب السائبة إلى المخازن، وسرعة تفريغها هناك من ناحية التجار.