البنات.. سُكّر نبات.. فما أجملهن.. أم لديكم كلام آخر!؟

وكأني أسمع الآن الفاتنة سعاد حسني ـ رحمها الله ـ وهي تغنّي بشغف أغنيتها الممتعة التي طالما أحببتها وأنا استمع لها وأرقص صغيرة معها أيام "الإريل" والفضائية "المصرية" حين تقول:

"البنات البنات.. ألطف الكائنات.. غنوا يا تلميذات.. تفاتيفي تاتاتااااا.. قولو ا يا بختنا.. يا بختنا يا بختنا ..قد إيه كلنا ..فرحانين إننا.. اتولدنا بنات..".

البنات أجمل الكائنات، وأرى ذلك كثيرا حين يُرزق أحدهم ببنت لتتحول حياته بعدها إلى متعة وسعادة وفرح رغم رغبته بولد، وكثيرون منكم يعرفون هذه اللحظات مع بناتهم، حين تأتي الصغيرة لتكون أول من تستقبل أباها من العمل، أو حين تركض عليه بابتسامة فرحة من قلبها الصغير وهي تحمل لعبتها أو تحتضنه بحب وحنان ينسى فيها هموم الدنيا وأعباءها، إنهن كائنات الرحمة، وأستغرب من هؤلاء الذين قست قلوبهم فكانت كالحجارة وأشد، يعنفون بناتهم تعذيبا وحرقا حتى الموت، أو حين يبيعونهن صغيرات لكهول أو يعضلوهن عن الحياة والأمومة والزواج، مع ذلك فأنا متأكدة أن آباء كُثر، هم أكثر حنانا وحبا على بناتهم من أمهاتهن، خاصة أولئك الآباء الذين لم ينجبوا سوى البنات، فإن نصيبهم من الحب والسعادة وافر وكبير، وكم من بنت حملت والدها كهلا وأغدقت عليه حبا وحنانا ومسؤولية في ظل عقوق أخوانها الذكور.

إنهن كائنات الرحمة بحق لو أدرك الآباء ذلك دون مبادلة هذه الرحمة بالقسوة تحت تأثير ثقافة ذكورية فضلت إنجاب الذكور لا الإناث، ولهذا ينبغي تجاهل تلك النظرة القاصرة على صغار العقول والقلوب، وضعاف الصدور والعلوم ممن تفننوا في شرعنة ظلم البنات/ الكائنات اللطيفة التي أكرم الله بها إنسان هذه الأرض، هؤلاء الذين نفضوا مسؤوليتهم وهربوا من تكليف الله لهم في إسعادهن وإمتاعهن بمتاع الدنيا، واستسهلوا سجنهن في قلعة كبيرة اسمها "سد الذرائع" وأغلقوا عليهن كل الأبواب والنوافذ، وراحوا يحرمونهن من زينة الحياة ومنافعها، حتى تحولت المدارس إلى سجون تعليمية لا رياضة أو رحلات ترفيهية، بل وتدخلوا في ملابسهن وأكلهن وشُربهن حتى حرموا بعضهن من اللعب تحت الشمس لأنهن بنات، وحرموهن من رؤية الألوان بفرض الغطاء الأسود على وجهها منذ طفولتها، وكل هذا فقط كي يوفروا على أنفسهم مشقة وتعب اتباع الهدى الذي أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يحسنوا تربيتهن أي تمتيعهن بمتاع الدنيا في ظل تربية طبيعية، لكن هؤلاء قصروا الإحسان في القرار بالبيت، واستسهلوا تحويلهن من كائنات لطيفة إلى كائنات برؤوس شيطانية تكسر أعناقها قبل أن تنمو أظافرها، درأ لشرهن وضررهن وفتنتهن على هذا الرجل، ولا يعرفون أن الله تعالى عليهم رقيب حسيب.

أعود للبنات.. سُكر نبات، إنهن رحمة لو عرفنا جميعا ذلك حق المعرفة، إنهن فضل من الله لو أدركنا ذلك حق الإدراك، ومن حقهن الحياة دون سجون ودون قيود، فافتحوا لهن النوافذ ليروا الشمس ويهبونا الشمس.

أخيرا، أهدي كل البنات هذه الأغنية الجميلة باسمهن هنا على هذا الرابط.

http://www.youtube.com/watch?v=JjEdQJhILrQ