غداة الرسالة التي نقلها وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس إلى المسؤولين اللبنانيين حول عدم نية إسرائيل شن حرب على لبنان، عادت تل أبيب لبث أجواء القلق في المنطقة وباتجاه لبنان تحديدا حيث قررت إجراء واحدة من أكبر المناورات العسكرية أطلق عليها اسم "نقطة تحول - 4".
وحسب معلومات وسائل إعلام إسرائيلية فإن كافة القطاعات المعنية داخل إسرائيل سوف تشارك في المناورات، واستنادا إلى السيناريو الذي تحاكيه هذه التدريبات، فإن الحرب تبدأ بتصعيد عسكري على الحدود الشمالية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله تتعرض خلاله إسرائيل لقصف صاروخي مكثف، فيؤدي ذلك إلى رد عسكري قاس على لبنان، تتوتر في أعقابه الحدود الجنوبية مع قطاع غزة، فتتعرض إسرائيل لقصف صاروخي فلسطيني يصل إلى وسط إسرائيل ويطال تل أبيب.
وفي السياق نفسه أفادت تقارير أمنية من الجنوب أمس أن تحركات عسكرية غير عادية تقوم بها الآليات العسكرية الإسرائيلية قرب بلدة الغجر. وشوهدت حفارة إسرائيلية على طريق الغجر ـ العباسية وهي تقوم بأعمال حفر على جانب الطريق، في وقت حلّقت فيه طائرة استطلاع إسرائيلية فوق مزارع شبعا. كما شوهدت دورية إسرائيلية في حال تأهب جنوب الخط الأزرق قبالة التلال الشرقية لبلدة كفرشوبا.
في هذه الأثناء أكد مستشار رئيس الحكومة محمد شطح أنه "ليس ممنوعاً على لبنان الدولة أن يتسلح ويزود جيشه بما يختار من السلاح سواء كان صواريخ سكود أو غيره، ولا تقبل الدولة اللبنانية أن توضع حدود على هذا الموضوع". وذكر أن رئيس الوزراء سعد الحريري يذهب إلى واشنطن كرئيس حكومة لبنان وليس فريقاً سياسيًا، وواشنطن ليست مكانا لمناقشة ملف حزب الله إنما على طاولة الحوار". وأشار إلى أن ما سيقوله الحريري هو أن اللبنانيين "يبحثون عن السبيل الأسلم لحماية بلدهم. ومع اختلافهم على سلاح حزب الله ودوره، هم متفقون على أن إسرائيل عدو، وهم سيقررون عبر الحوار الطريقة الأفضل لمواجهتها".
ورأى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "البلاد تمر بوضع حرج والظروف المحيطة بالمنطقة ليست مشجعة، والأوضاع في الجنوب غير مستقرة". وطالب جعجع أمام طلاب من حزبه أن "يكون القرار الاستراتيجي بيد الدولة اللبنانية".
من جانب آخر التقى رئيس الوزراء اللبناني في بيروت أمس سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي عواض عسيري. وجرى خلال اللقاء بحث مجمل الأوضاع العامة ومستجداتها والعلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين.