ستشهد الرياضة السعودية حتماً في المرحلة المقبلة تطورات عدة ينتظر عشاقها أن تكون نحو الأفضل، لأنه بالرغم من بعض الإشراقات المهمة في بعض الألعاب إلا أن تلك الإشراقات لم تكن كافية للقول إن الرياضة السعودية تخطو خطواتها التطويرية المطلوبة وخاصة أنها قادرة على فعل ذلك بكثير من العمل وقليل من التنظير، وخاصة في كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى التي غدت للأسف ليس في المملكة فقط إنما على المستوى العالمي هي المقياس لمدى النجاح الرياضي أو حتى لمدى نجاح المسؤول الرياضي الذي لو قام بإنجازات عدة في ألعاب أخرى فإن ذلك لا يشفع له إذا كانت المنتخبات الكروية وخاصة المنتخب الأول ليست على ما يرام، وجملة الأوضاع التي عاشها المنتخب الأول في الفترة الأخيرة وكان آخرها خروجه غير الطبيعي من الدور الأول من نهائيات كأس آسيا المقامة حالياً في الدوحة بعد خسارتيه أمام المنتخبين السوري والأردني..
وقد أعجبتني جملة قالها المدرب الفرنسي المحلل في الجزيرة الرياضية عندما سئل عن رأيه في مباراة المنتخب السعودي مع الأردن "بدا المنتخب السعودي وكأنه لا يحب كرة القدم"، وهذه الجملة تنطبق عليه منذ تصفيات كأس العالم 2010 حتى الآن لأنه بالفعل يبدو وكأنه يلعب مجبراً ويلعب دون روح مع أنه يملك من الأسماء المهارية ما لا يملكه أي منتخب آخر مع الاحترام لكل المنتخبات الأخرى.
وعندما كان عنوان زاويتي الماضية "أنا متفائلة" لم أكن حقيقة أجامل أو أنه من واجبي ألا أنتقد المنتخب وقد دخل استحقاقه الهام بل كنت بالفعل أراهن على أن تلك الأسماء ستنتفض من جديد وتعيد ذكريات زمان ولن تسمح أن يقال عنها إنها متخاذلة أو متهاونة أو أنها تلعب بلا روح، وعندما بدأ الاستحقاق كنت مثل كثيرين لا أصدق ما يجري، ولا أصدق أن القحطاني أو الشمراني أو الشلهوب أو غيرهم من الأسماء يرضون أن يظهروا بهذا المستوى أو أن يكونوا شبه غائبين.
لقد خذلونا بالفعل والمدة التي منحت لهم كافية جداً لإعادة الحسابات من جديد، وهذا لا يعني على الإطلاق أنهم وحدهم يتحملون المسؤولية، بل هناك عوامل كثيرة من أهمها قدرة المسؤولين على وضع الاستراتيجيات العلمية الصحيحة.
يجب البدء بإعادة الحسابات لأن من حق الجمهور السعودي أن يفرح وأن يكون منتخب بلاده على مستوى عالٍ، وإن خسر فيخسر بشرف بعد أن يؤدي سيمفونيته الرياضية التي تطرب الجماهير لدرجة تغفر له خسارته.
فهل تشهد الأيام المقبلة تطوراً واضحاً؟... نأمل ذلك وبأقصى سرعة ممكنة.