خطف مدافع الهلال، الدولي أسامة هوساوي المولود في 31 مارس 1984 نجومية الموسم الكروي المنقضي بعد أن نال جائزة الاستفتاء الرياضي الذي نظمته القناة الرياضية السعودية بعد ترشيحات تمت بواسطة 90 شخصية رياضية وإعلامية وتدريبية, ونال على إثره الكرة الذهبية إلى جانب الكأس الذهبية، كما حل ثانياً في استفتاء "الرياضية موبايلي".
وجاء الألقاب لتتوج نجومية رسمها هوساوي مع الهلال الذي انضم إليه من الوحدة بصفقة وصلت إلى 12 مليون ريال موّلها رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد وشقيقه الأمير عبدالله بن مساعد بعد أن فتحت مظاريف الانتقال التي تسلمتها لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين في الاتحاد السعودي لكرة القدم ليتم قيده في كشوفات الهلال مع بداية فترة التسجيل للموسم الرياضي 2008-2009، وذلك بعد منافسة مع نادي الاتحاد لضم اللاعب في آخر أيام الفترة الثانية لتسجيل المحترفين بالموسم الرياضي 2007- 2008 وبعد اتفاق كافة الأطراف (اللاعب وناديه الأصلي والاتحاد) إلا أن عملية تسجيل اللاعب لم تتم نظراً لأن هوساوي الذي كان عقده حينها سينتهي منتصف سبتمبر عام 2008 تم وضعه على قائمة الانتقال.
وهوساوي الذي ولد في إمارة رأس الخيمة الإماراتية نشأ وترعرع بمكة المكرمة في حي المنصور، وهو أحد الذين درسوا القرآن الكريم وحفظوه في أحد مساجد مكة المكرمة والحرم المكي الشريف, وصف الجائزتين بأنهما ستشكلان الدافع الأكبر له لزيادة رصيده، وتحقيق مزيد من البطولات الكروية سواء لناديه الهلال أو للمنتخب السعودي, مبيناً أن انتقاله للهلال زاد من خبراته الكروية نتيجة لمخالطته عدداً من النجوم المحليين والأجانب, إضافة إلى الخبرات التدريبية التي أشرفت عليه.
احترافية
وبين هوساوي أن الاحترافية في ناديه تطبق الاحتراف على أصوله وأنها رفعت من استعداداته الفنية والكروية، وأوصلته للألقاب الفردية, وجعلته يحتل القائمة الأساسية بفريقه وينال شارة قيادة الفريق في كثير من المباريات التي يغيب عنها قائد الفريق وعميد لاعبي العالم الحارس محمد الدعيع.
وكشف المدافع الهلالي أن نجوميته وتصاعد أدائه جاء بفضل الله ثم بفضل الدعم وتوجيه الجهازين الإداري والفني له, ودعم زملائه اللاعبين, وقوة الرابطة الأخوية داخل الفريق، والدعم الجماهيري الذي يلقاه قبل كل مباراة يخوضها إضافة إلى النقد الكروي الذي يأخذ به بعد كل مواجهة يخوضها.
ونال هوساوي الذي بدا مميزاً بين إخوته بالموهبة الكروية إشادات القائمين على الكرة السعودية ومتابعيها وفي مقدمتهم نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل عقب تتويجه بجائزة أفضل لاعب ومدافع في الموسم في ختام حفل القناة الرياضية، بقوله "على مسؤوليتي وأقولها عن قناعة تامة إن هوساوي يستحق الجائزة، فهو نموذج يحتذى، نعم لدينا ولله الحمد لاعبون كبار وأخلاقهم عالية، ولكن هوساوي تميز احترافياً وانضباطياً، وجميع المدربين الذين أشرفوا عليه مع ناديه والمنتخب أثنوا عليه كثيراً، وهو يتمتع بأخلاق عالية، ويعد قدوة للنشء ولزملائه، لذا نسعد أن يحظى بثقة الجميع نجماً كبيراً".
وسبق هذه الإشادة إشادة مدربه البلجيكي ايرك جيريتس الذي أكد أن هوساوي اللاعب السعودي الوحيد في الموسم الكروي المنصرم الذي يستحق الاحتراف الخارجي, وهي الإشادة التي لفتت أنظار مسؤولي ناديي اجاكس الهولندي واندرلخت البلجيكي لمتابعته عن قرب ونشر أنباء عن الرغبة في ضمه لصفوف أي من الفريقين على مواقع الناديين الإلكترونية الرسمية للموسم الكروي المقبل 2010ـ2011.
جيريتس يسلط الأنظار
وسيكون لهوساوي موعد في الدخول في منافسات أفضل لاعب في القارة الآسيوية لنيل جائزة أفضل لاعب آسيوي 2010 بعد أن كسبها زميله المعتزل نواف التمياط عام 2000 والمهاجم ياسر القحطاني 2007, نتيجة للمستويات المتصاعدة التي يقدمها اللاعب الذي أكسب خط دفاع الهلال ثقة كبيرة وأزال القلق الجماهيري بعد رحيل المدافع البرازيلي مارسيليو تفاريس للريان القطري.
وهوساوي الذي هذبته حلقات (الذكر) بالحرم الملكي بدأ مسيرته الكروية مع ناديه الأصلي (الوحدة) عام 1997 وتدرج في صفوفه الثلاثة ناشئين، شباب، حتى وصل لتمثيل الفريق الأول موسم 2003، وبعد تمثيله لموسمين كلاعب هاو وقع عقداً احترافياً لـ4 سنوات, ليواصل حضوره الفني الكبير مع فريقه ويقوده موسم 2006 لمنافسات المربع الذهبي لأول مرة في تاريخ الوحدة, وسجل بعده أول حضور على صعيد تمثيل المنتخب السعودي الأول في "خليجي 18" بالإمارات.
المجد لأسامة
ومن الطبيعي أن يلفت أفضل لاعب سعودي أنظار الذين لعبوا في خط الدفاع سواء المعتزلين أو الذين مازالوا يمارسون اللعب، ويقول المدافع الدولي المعتزل، لاعب الشباب، المحلل الكروي عبدالرحمن الرومي "كنت ضمن الذين رشحوه لنيل جائزة أفضل مدافع وأفضل لاعب في الموسم, وهذا ناتج إلى عدة معطيات جعلته يخطف النجومية بالرغم من كونه مدافعاً, فهوساوي يجمع بين الأداء الفني الرائع والخلق الرفيع, والتزامه التام بالجوانب التكتيكية في الدفاع وكذا في الجوانب الاحترافية الصحيحة كالتغذية السليمة وعدم السهر, إضافة إلى بنيتة الجسدية القوية وخفته في الألعاب الهوائية وقدرته المثالية في استخلاص الكرات من فوق رؤوس المهاجمين ومن تحت أقدام اللاعبين دون أن يكلف فريقه أخطاء جسيمة, وندرة نيله البطاقات الملونة التي تكون عادة ملازمة للمدافعين عند مواجهة المنافسين".
وأضاف الرومي "جمع هوساوي المجد الكروي من كل أطرافه, فهو مدافع سريع يجيد قيادة الهجمة المرتدة وقلة الإصابات نتيجة لمحافظته على التدريبات وعدم انقطاعه, وبنائها بقوة الحديد التي يحتاجها اللاعبون بشكل مستمر".
والخلاصة تقول إن هوساوي مدافع من طينة المدافعين الكبار التي يمكن أن تأخذ من ألقاب قيصر الكرة الألمانية بيكنباور, وعملاق الدفاع الأرجنتيني باساريلا, وهو المدافع السعودي الذي أعاد الثقة للدفاع الهلالي بعد أن انتظرت جماهير ناديه من يخلف المعتزل صالح النعيمة الذي لعب بجواره أحمد نيفاوي كأول مدافع ينتقل بصورة نهائية من الوحدة ويعتزل بالهلال.
إشادة فرنسية
وكان الفرنسي روجيه لافتيه كبير محرري مجلة (فرانس فوتبول) الفرنسية في حديثه للزميلة (الشرق الأوسط) قد أبدى إعجابه الشديد بهوساوي، واصفاً إياه بالجوهرة الثمينة في عمق الصحراء، مشيراً إلى أنه انبهر بأدائه خلال مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الكوري الجنوبي على ملعب سيؤول الدولي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010.
وسرد لافتيه الذي يعمل أيضاً خبير اكتشاف للمواهب الكروية وينقلها إلى الأندية الفرنسية إلى جانب عمله كصحفي وخبير وعضو لجنة تقييم أداء اللاعبين غير الأوروبيين في المجلة الشهيرة، قصة معرفته بهوساوي من خلال الدعوة التي تلقاها من أحد أصدقائه لحضور مباراة المنتخبين السعودي والكوري الجنوبي في 10 يونيو الماضي، لمتابعة أداء مهاجم المنتخب الكوري الجنوبي الشاب لي كيون المنضم حديثاً لباريس سان جيرمان الفرنسي (ولكن يبدو أنني قد ضربت موعداً جيداً لمشاهدة أداء الهوساوي).
وعن أبرز ما ميز هوساوي في تلك المباراة، أجاب لافتيه "هدوؤه اللافت وثباته في المواجهات الفردية، وتركيزه العالي، إلى جانب أدائه القتالي، لقد أحصيت له أكثر من 12 تدخلاً ناجحاً على الكرة دون أن يرتكب أخطاء أو ينال بطاقات ملونة، حيث يلعب بأناقة مفرطة في الروعة يذكرني كثيراً بالمدافع الفرنسي المعتزل مارسيل دياسيي، إلى جانب جرأته الكبيرة في المشاركة في الهجمات واستخدامه الجيد لإمكانياته الممتازة في التعامل مع الكرات الهوائية، لن أخفي عليكم سراً إن أخبرتكم أن هوساوي تمكن من انتزاع قلبي من هجمتين فقط، أولاهما حين ظهر فجأة أمام الكوري كيون واستخلص الكرة من بين أقدامه بدقة وبردة فعل سريعة، والثانية حين ارتمى بجسده على الأرض وكأنما خيل إلى أنني أشاهد جبلاً يرسو على أرضية الملعب ليمنع تسديدة بارك جي سونغ بشكل بارع للغاية، لقد رأيت نوعية نادرة من اللاعبين الموهوبين من عدة دول، لكنني اندهشت بالأداء الواثق الذي قدمه هوساوي في تلك الأمسية، وأنا أستغرب عدم انضمامه لأحد الأندية الأوروبية، فأنا واثق من نجاحه لو قدر له اللعب هناك".
وكشف "عرضت الفكرة على أندية فرنسية، لكن كثيرا منها أكد صعوبة تحقيق ذلك لأن الأندية السعودية تفرض شروطاً صعبة حيال انتقال لاعبيها، وأنا بدوري أقول أطلقوا سراح هوساوي وسترونه بالتأكيد بعد فترة نجماً رائعاً في أحد الأندية الأوروبية الكبيرة، أنا واثق من هذا الأمر، وأظن بأنني سأخصص جزءاً من كتاباتي للتعريف بموهبة هوساوي الكروية".