بفكرة مستنسخة من ألفها إلى يائها، ومن الاسم إلى كافة التفاصيل الدقيقة، إلى ما وراء الكواليس وأمامها وما يتخللها من تعليقات تحذو نظيرتها الأميركية والبريطانية حذو القذة بالقذة، خرج علينا البرنامج اللامع ذو الصيت الشاسع والإعلانات المدوية التي سبقته والفرقعة الإعلامية التي صاحبته Arab’s got talent. بل لكأننا نسمع ترجمة حرفية – وبحذافيرهاـ لبعض التعليقات من لجنة التحكيم لشبيهتها في النسخة الأصل على الشاطيء الآخر! وعلى نظام انسخ وألصق وقلد تربح وبهوية ممسوخة تماما جاءنا البرنامج المشهود بعد طول إعلان وترقب، ليثبت فشلنا وإخفاقنا ليس فقط في اجتراح وإبداع الأفكار الجديدة بل في التقليد والاتباع أيضا، لتخرج علينا نسخته كصورة (فوتو كوبي) من أمثاله في عالم ما وراء البحار، وشتان ما بين الأصل والصورة! وبداية من الاسم الذي لم تكلف أسرة البرنامج خاطرها عبء ترجمته وإعطائه طابعا وهوية عربية، إلى دقائق البرنامج وخط سيره وأسلوب لجنة تحكيمه في الأداء، إلى تعليقات (قصي مراد) ورفيقته (ريا أبي راشد) وراء الكواليس ولغتهما الهجينة، وحبة إنجليزي على حبة عربي قادرة على فتح أبواب التعولم والعولمة والقبول الجماهيري! وما تسمى في زمن العجائب والهشاشة القيمية بلغة (الآربيز) قادرة على تتويج الناطق أو الناطقة بها على عرش الفهم والمفهومية، ومع الاعتذار للرمز الراحل (سيد مكاوي) فالأرض اليوم لا تتكلم عربي ولكنها تتكلم إنجليزي وبالفصحى (الأربيزية )، حتى في برامج موجهة لجمهور لغته الأم هي العربية ! وحدث ولا حرج عن التهريج الممجوج والاستعراض الفج والانفعالات المفبركة والمصطنعة والتمثيل المكشوف للمذيع الأريب (عمرو أديب)!

لا مجال للمقارنة بين برامجنا المستنسخة ونظيرتها الغربية، فحتى لو لمحت بعض (الفبركة) في مشاعر الانبهار والدهشة على وجوه لجنة التحكيم في البرامج الغربية، إلا أنها فبركة احترافية تكاد تقنعك بأنها تلقائية وطبيعية، على عكس ما يحدث من استخفاف بالمتلقي في النسخ العربية! برنامج مستنسخ آخر يُضاف للقائمة الطويلة من البرامج المقلدة، أما الإبداع والابتكار وتخليق الأفكار الجديدة وتبنيها والإيمان بها وإعطائها الفرصة للظهور، فسيظل بعيدا عن فضائياتنا العربية حتى إشعار آخر!