كان كعادته يقطع مسافات كبيرة ليحصل على صورة فريدة.. ولعه بالتصوير الفوتوجرافي جعله مهتما بالطبيعة، يلاحقها ليظفر بلقطة جذابة تخلد تلك اللحظة من عدسة كاميرته، ولكن الطبيعة يوم الثلاثاء الماضي لاحقته، وأصابته بالرعب حتى ظن أنه "لن يعود" بعد أن عاش 5 دقائق كانت السماء خلالها تجود "ببرد" بث الرعب والجزع في القلوب.

ناصر العثمان (27 عاما) الذي يعمل فني مختبرات طبية في مستشفى تمير (120 كيلو مترا شمال الرياض) اختار مع ثلاثة من أصحابه قبيل مغرب الثلاثاء الماضي متابعة سحابة رصدتها أجهزة رادار القويعية (على شبكة الإنترنت) بين قريتي الشحمة والقاعية تزامنا مع الأمطار التي هطلت على مدينة الرياض. يقول ناصر في حديثه مع "الوطن" : كنا في نزهة برية في شعيب "الشوكي" الذي يبعد عن تمير 60 كيلو مترا شرقا، وشاهدنا سحابة خفيفة عبر رادار الدوادمي، وتبعناها فوجدنا أمطارا، ثم شاهدنا سحابة أخرى وكنا نتوقع أن نشاهد "بردا" صغيرا.

ويضيف ناصر: السحابة كان لونها يميل للاخضرار وليس للسواد، فتبعناها ودهشنا منها، حيث لم يكن ارتفاعها يتجاوز 6 أمتار عن سطح الأرض! وفوجئنا بأشخاص ينبهوننا عبر أنوار سيارتهم للعودة.

ويستطرد ناصر العثمان واصفا السحابة: كنا كأننا نعيش أحداث أحد الأفلام الأمريكية، نسمع أصواتا غريبة، والضوء اختفى وخيم السواد، قبل نزول البرد، حاولنا الرجوع وكنا نسير بسرعة 100 كيلو متر في الساعة على طريق ترابي، ولكننا لم نتمكن من الهروب... وجدنا منزلا متنقلا "كرفان" فحاولنا الاحتماء به، عشنا خمس دقائق مرعبة، انتقلنا إلى "المرتبة" الخلفية واحتمينا بفراش كان معنا من الزجاج الذي تهشم من البرد، ولم أستطع التصوير ورميت الكاميرا بعد أن التقطت صورتين، تركت الكاميرا من الخوف، ولم أجرؤ على التصوير إلا بعد نصف ساعة من انقضاء السحابة. الوضع الذي كنا نعيشه كان أكبر من أن يصور! وكنا نتلو الأذكار وآيات من القرآن الكريم.. كنا نسمع صراخ أشخاص حولنا ولا نراهم ، رغم أنهم لم يبعدوا عنا سوى 20 مترا، ولكنهم ردوا أيضا على صراخنا، فاقتربنا منهم ووجدنا سيارة حطمها البرد بالكامل.

المصور الفوتوجرافي ناصر العثمان يقول"لن أغامر ولن أتتبع سحابة مرة أخرى، كانت الدقائق الخمس التي عشناها مرعبة، مرعبة جدا".