كشفت دراستان جديدتان أن العلماء ربطوا بعض أنواع البكتيريا المعوية بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، حيث وجد العلماء مستويات عالية من نحو 30 نوعا مختلفا من البكتيريا، لدى المرضى المصابين بالمرض القاتل، مقارنة بالأفراد الأصحاء.

وعثر على بعض أنواع البكتيريا في الفم، في حين وجد البعض الآخر في اللحوم الحمراء والدواجن، حيث تساهم في تحويل المواد الغذائية إلى مسببات للسرطان.



طريقة جديدة

يقول فريق البحث، الذي تقوده جامعة «USP» في البرازيل، إنه يأمل أن تساعد النتائج على إيجاد طرق جديدة لفحص السرطان وتشخيصه وعلاجه. وفي الدراستين اللتين نُشرتا في مجلة «Nature Medicine»، وجد العلماء 29 نوعا من البكتيريا لدى مرضى السرطان في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا. وفحص الباحثون في الدراسة الأولى أكثر من 600 عينة من براز المرضى، ووجدوا أن المستويات العالية من البكتيريا الموجودة عادة في اللعاب، تتواجد أيضا في عينات براز مرضى السرطان.وشمل ذلك بكتيريا الفم «Fusobacterium nucleatum»، التي تلعب دورا في الإصابة بأمراض اللثة، وارتبطت أيضا بسرطان القولون والمستقيم في الماضي.



سبب الهجرة

قال الباحث الأول، الدكتور أندرو مالتيز توماس: «تميل أعداد كبيرة من بكتيريا الفم إلى الهجرة نحو الأمعاء لدى مرضى سرطان القولون والمستقيم، مما يسبب التهابا في الأمعاء، وبالتالي يحدث الورم. ومع ذلك، لا نعرف السبب الحقيقي للهجرة، إلا أن هناك صلة بين وجود البكتيريا هذه والإصابة بسرطان الأمعاء والقولون».



دراسة أخرى

وجدت الدراسة الثانية التي أجرتها جامعة «Trento» في إيطاليا، أن الكولين (العنصر الغذائي الأساسي الموجود في العديد من الأطعمة)، يجري تحطيمه بواسطة بكتيريا الأمعاء ويتحول إلى مستقلب، وهو ضروري لعملية التمثيل الغذائي. وفي الدراسات السابقة، ارتبط هذا المستقلب بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.



الدراسات المستقبلية

يقول العلماء، إن الدراسات المستقبلية ستحدد ما إذا كانت البكتيريا تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو أن السرطان يلعب دورا مهما في ازدهار أنواع معينة من البكتيريا.