قال معهد Brookings الأميركي للدراسات، إنه منذ إنشاء حلف شمال الأطلسي «الناتو» قبل 70 عاما، مر الحلف والعالم بثلاثة مراحل شملت تحول الحرب العالمية الثانية إلى حرب باردة، وظهور آفاق أوروبا كاملة وحرة، إضافة إلى عودة روسيا إلى ماضيها الاستبدادي، مشيرا إلى أن المراحل الثلاثة أكدت أهمية وجود حلف الناتو.
وأضاف التقرير أن الحلف مر بمحطات مهمة منذ عهد الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان، والرئيس الحالي دونالد ترمب، وأن السلطة الأميركية في بداية نشأة الحلف كان لها حدودها، خصوصا فيما يتعلق بالتعامل مع القوة النووية الخارقة الأخرى، أي روسيا وتجسيداتها قبل وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
المرحلة الأولى: الحرب العالمية تصبح حرب باردة
بين التقرير أن الرئيس السوفييتي الأسبق، جوزيف ستالين، بدأ الحرب الباردة قبل أن تصمت مسدسات الحرب العالمية الثانية، حيث انجرفت دول أوروبا الوسطى، التي قام جيش الأحمر بتحريرها من الاحتلال النازي، بسرعة إلى مجال الهيمنة السوفييتية والطغيان.
وفي المقابل، أصر الحكماء في إدارة الرئيس الأميركي هاري ترومان، على احتواء التوسيع السوفييتي.
واعتمدت الاستراتيجية الأميركية على صفقة مع الأوروبيين الغربيين، لاسيما الدول التي مزقتها الحرب، والتي بات مطلوب منها أن تتخلى عن عادات قديمة والتنافس الدموي، وأن ترسخ مجتمع من الدول المترابطة.
المرحلة الثانية: الغرب السياسي
أوضح التقرير أن الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية، عملت لأجل الحفاظ على المواجهة لأجيال بعيدة، غير أنه في شهر مارس من سنة 1986، حدث شيء غير عادي في موسكو، عندما خرج ميخائيل جورباتشوف من اجتماع مغلق في الكرملين، ليعلن تكهنات عكسية، و5 أهداف رئيسية، تضمنت ترسيخ سياسة بلاده على الحقيقة، بدلا من كذبة الاتحاد السوفيتي الكبرى، وكبح القمع والعنف كوسائل للسلطة، وتخفيف الهيمنة السوفييتية، وفتح النظام الاقتصادي والسياسي، إضافة إلى «التفكير الجديد» في السياسة الخارجية «الشراكة مع الغرب».
وبين التقرير أنه وفقا لهذه الأفكار، فإن انهيار جدار برلين والستار الحديدي وحلف وارسو والحزب الشيوعي والاتحاد السوفييتي، قربت من نهاية الحرب الباردة، وزادت من قوة حلف الناتو.
المرحلة الثالثة: روسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي
ذكر التقرير أن أجندة جورباتشوف قضت على مستقبله السياسي، وقوضت من سلطته وشعبيته، وبعد الانقلاب ضده، والذي دام لأربعة أيام في أغسطس 1991، تراجعت الأمبراطورية السوفيتية، فيما تصدى بوريس يلتسن، وهو تلميذ جورباتشوف للانقلابيين، وتم انتخابه رئيسا للجمهورية الروسية، التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي في أيامه الأخيرة، لينهار بعدها سجن ستالين للدول التابعة للاتحاد السوفيتي السابق.
الناتو تحت إدارة كلينتون
أضاف التقرير أنه بعد وصول بيل كلينتون للبيت الأبيض، رأى بعض الخبراء القدامى في الحرب الباردة أن الناتو، حقق مهمته في تفكيك الاتحاد السوفيتي، ومن ثم يجب أن يتقاعد، وهي وجهة نظر رفضها كلينتون، الذي كان مقتنعا بأن على الناتو أن يأخذ دورا جديدا، وأن يضم جميع أعضاء حلف وارسو السابقين، وجميع الجمهوريات السوفيتية الـ15 السابقة.
الناتو وروسيا حاليا
تطرق التقرير إلى وضع حلف الناتو خلال السنوات القليلة الماضية، وقال أن الحلف في الوقت الحالي يمر بعهد جديد في ظل وجود الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، وهو قائد مختلف عن سابقيه، حيث أعاد كذبة روسيا الكبرى، والتعامل الاستبدادي مع الدول المجاورة، والعداء للغرب.
وعلى الجانب الآخر، حسب التقرير فإن هناك رئيس مختلف جدا في البيت الأبيض وهو الرئيس دونالد ترمب، الشخص الذي يسخر من حلف الناتو وبشكل علني، في وقت ترفض غالبية قوية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركي ذلك.
أسباب تزايد أهمية الناتو
ولادة تحالفات شرقية جديدة خصمة للغرب
عداء روسيا للدول الغربية
ضمان بقاء أوروبا كاملة وحرة
التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم