فرضت 7 تقاويم حضورها وسطوتها على ما عداها من التقاويم، وارتبطت بالطقوس الاحتفالية والأعياد الدينية والحركة الاقتصادية، مزيحة بذلك بقية التقاويم من الصورة.

وترتكز التقاويم المعتمدة عالميا، إما على حركة الشمس، وتسمى تقاويم شمسية، أو على القمر وتسمى تقاويم قمرية، أو تمزج بينهما في بعض الأحيان.




 


جددت الاحتفالات الصاخبة التي تحييها شعوب عدة يوم 21 مارس من كل عام الجدل حول خصوصية هذا اليوم، الذي يصادف وقت الاعتدال الربيعي، حيث تتعامد فيه الشمس على خط الاستواء، لكنه اتخذ في ثقافات عدة رمزية خاصة، فجعل منه المصريون تقليدا للاحتفال بما سموه «شم النسيم» وهو تقليد عمره نحو 4000 عام، وجعل منه الأكراد عيدا قوميا، فيما جعله الفرس بداية للعام الجديد حسب تقويمهم.

وفرضت 7 تقاويم حضورها وسطوتها على ما عداها من التقاويم، وارتبطت بالطقوس الاحتفالية والأعياد الدينية والحركة الاقتصادية، مزيحة بذلك بقية التقاويم من الصورة.

 وبين رئيس جمعية آفاق لعلوم الفضاء شرف السفياني أن التقاويم المعتمدة عالميا، ترتكز إما على حركة الشمس، وتسمى تقاويم شمسية، أو على القمر وتسمى تقاويم قمرية، أو يمزج بينها أحيانا.

 





موروث ثقافي


أوضح السفياني أن التقويم الفارسي هو تقويم شمسي شبيه بالميلادي، ومكون من 365 يوما في السنة البسيطة و 366 يوما في سنته الكبيسة، مقسمة على 12 شهرا، الأشهر الستة الأولى منه تكون 31 يوما والخمسة أشهر التي تليها تكون 30 يوما، أما الشهر الأخير أي الشهر الثاني عشر فيكون 29 يوما في السنة البسيطة و30 يوما في السنة الكبيسة، ووضع هذا التقويم عمر الخيام وعدد من العلماء، وهو موروث كعيد من الثقافات القديمة لإيران.


أداة تنظيم


أكد الباحث الفلكي، ملهم هندي لـ«الوطن» أن التقاويم هي أداة لتنظيم الأيام، استخدمتها الحضارات القديمة لعدة أسباب، منها تنظيم المناسبات الدينية والمعاملات الاقتصادية ولعل الجانب الاقتصادي هو أبرز مؤثر جعل الحضارات القديمة تبتكر التقاويم الخاصة بها بناء على فترات الحصاد والزراعة ودفع الرواتب.


معايير التقاويم


ذكر الباحث ملهم أن التقاويم في الأغلب تستخدم معيارين أساسيين، هما إما بناء على دورة الأرض حول الشمس، ويعرف بالتقويم الشمسي، وهذا التقويم استخدمه الفراعنة و الصينيون والمايا الفارسي والقبطي، أما المعيار الثاني وهو دورة القمر حول الأرض، ويعرف بالتقويم القمري، وأبرز من استخدمه البابليون واليهود، والهجري القمري (الإسلامي)، وهناك نوع من التقاويم استخدم كلا المعيارين (شمسي قمري) مثل التقويم الصيني والهندوسي.

 


تقاويم خاصة



أوضح السفياني أن لكل شعب من شعوب الأرض تقويما خاصا بهم، يشابه في محتواه أو طريقته تقاويم أخرى، ومن أشهر التقاويم:

1 -  التقويم الهجري القمري الذي أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب والذي اعتمد فيه يوم هجرة النبي الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كأول سنة في هذا التقويم، ويقسم التقويم الهجري القمري السنة إلى 12 شهرا قمريا يبدأ كل شهر قمري من ولادة الهلال، واكتسب التقويم الهجري أهميته، نظرا لارتباطه بعدد من العبادات والشعائر الدينية عند المسلمين مثل الصوم والحج والأعياد.

2 -  التقويم الغريغوري الميلادي وهو التقويم الميلادي الأكثر انتشارا في عصرنا الحاضر.

فالسنة الميلادية 365 يوما في السنة البسيطة و366 في السنة الكبيسة، وهي تتألف من 12 شهرا.

3 - التقويم الرومي أو اليولياني: وهو تقويم شمسي يتكون من 365.25 يوما ويقسم السنة إلى 12 شهرا.

4 - التقويم الفارسي وهو أيضا تقويم شمسي شبيه بالميلادي، عدد أيامه 365 يوم في البسيطة و365 يوما في الكبسية، وهو مكون من 12 شهرا، إلا أن بداية السنة فيه من وقت الاعتدال الربيعي، حين تتعامد الشمس على خط الاستواء في 21 مارس من كل عام.

-5 التقويم البيزنطي والمستخدم من قبل الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية من سنة 691 إلى 1728، وهو كما كان يستخدم من قبل الإمبراطورية البيزنطية من 988 إلى 1453، والتقويم البيزنطي مثل التقويم اليولياني، مع اختلاف بدء السنة، حيث تبدأ السنة في البيزنطي في 1 سبتمبر بدلا من 1 يناير كانون الثاني، فالسنة الأولى من التقويم البيزنطي هي من 1 سبتمبر سنة 5509 قبل الميلاد.

6 - التقويم اليهودي أو التقويم العبري ويعتمد التقويم اليهودي على دورتي الشمس والقمر، فالسنة 465.25 يوما والسنة الكبيسة يضاف فيها شهر كامل، ويتم تحديد طول الأشهر والسنوات بواسطة خوارزمية وليس حسب مشاهدة فلكية، ويعتبر أكثر تعقيدا من غيره من التقاويم.

-7 التقويم الصيني تقويم شمسي قمري أي أنه يعتمد على دورتي الشمس والقمر، وهو مزيج فريد من علم الفلك والجغرافيا مبني من خلال الملاحظة والاستكشاف. ويشار إليه أيضا باسم التقويم القمري أو Yin أو Xia أو التقويم الصيني القديم، وتعود نشأته إلى القرن الـ16 قبل الميلاد.

 


الفرق بين التقاويم


تكون الفوارق بين التقاويم من حيث بداية التقويم وعدد أيام الأشهر وبداية السنة ومدى دينامكية التقويم في تصحيح نفسه لجبر الكسور في طول السنة، وذلك يعتمد إما على أساس ديني مثل الهجري القمري الذي يبدأ بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم وترتيب الشهور، وتبدأ بعد الركن الأخير من أركان الإسلام وهو الحج.

ويبدأ التاريخ الفارسي أيضا بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن يعتمد معيار الشمس فيسمى (هجري شمسي) ويبدأ بيوم الاعتدال الربيعي وذلك على أساس اقتصادي كان معمولا به في بلاد فارس قبل الإسلام، أما الميلادي والقبطي، فيبدآن بمولد سيدنا عيسى عليه السلام وكليهما يعتمد على الشمس.


ترتيب الأشهر


بدأ ترتيب الأشهر في الأصل على أساس ديني ثم غير الترتيب بشكل إعتباطي بدون معيار محدد والفارق بينهما أن التقويم اليولياني القديم كان لا يعمل على تصحيح ذاته تلقائيا ثم أجري عليه تصحيح وتعديل وسمي بالتقويم الجورجاني وهو المعتمد حاليا في الغرب والمعروف بالميلادي، بينما القبطي المصري كان لديهم تحفظ على بعض التعديلات التي وجودوا بها اختلافا في حساب موعد ميلاد المسيح عليه السلام، لذلك لم ترضخ الكنيسة المصرية لذلك التعديل واستمرت على تقويم مصحح خاص بهم.

 لذلك نجد الفروق بين التقاويم وطريقة حسابها وبداياتها، لكنها في الأساس تعتمد على حركة كونية فلكية وهي موضع الأرض من الشمس خلال دورتها السنوية، فمهما اختلفت المعتقدات الدينية أو السياسية أو الاقتصادية في ترتيب الشهور أو تسميتها تظل حركة الفلك هي التي تحكم كل هذه التقاويم.


أشهر التقاويم


01

 التقويم الهجري القمري


02

 التقويم الغريغوري الميلادي


03

التقويم الرومي أو اليولياني


04

التقويم الفارسي

 


05

 التقويم البيزنطي


 06

 التقويم اليهودي أو التقويم العبري


07

 التقويم الصيني تقويم شمسي قمري