أوصى المشاركون في فعاليات ملتقى التربية الأمنية الأول، الذي أقامته لجنة "أمان" لتعزيز الأمن الفكري بالإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين في الأحساء بقاعة الاحتفالات الكبرى بمدارس جواثا في الهفوف بعد ظهر أمس بضرورة الحد من فصل الطلاب المنحرفين من المدارس والجامعات، ومنحهم الفرصة لتحسين مستوياتهم وسلوكياتهم لئلا يقعوا في فخ الإرهاب، والاهتمام بتوفير الفرص التعليمية والوظيفية للجميع لأن الجنوح للإرهاب قد يكون بسبب الفراغ والبطالة عند الشباب، إضافة إلى إدراج التربية الأمنية ضمن المناهج الدراسية، سواء في مادة مستقلة أو ضمن المواد على أن تكون المادة متسمة بالوضوح والشفافية، وتكثيف البرامج التوعوية التي تحذر من الإرهاب وإشراك الطلاب جميعهم في هذه البرامج، وإعداد معارض دائمة في إدارات التربية والتعليم توثق للأمن الفكري وتنظيم زيارات دورية  للطلاب لهذه المعارض.

وشددوا في توصياتهم على الاهتمام برفع مستوى كفاءات المعلمين لتعزيز دورهم في الأمن الفكري، وتفعيل مجالس الحوارات المدرسية في حوار الطالب والمعلم، واستثمار المناسبات الدينية والوطنية في تعزيز الأمن الفكري، وكذلك ردم الفجوة بين الشاب وأسرته بنشر ثقافة البناء الصحيح، والمتابعة الواعية المبنية على ثقافة حقيقية.

وأكد المشاركون في الملتقى على رصد سلوك الطلاب في المدارس وتتبع أنواع التصرفات المنحرفة في بداياتها قبل أن تستفحل في نفس الطالب، واستغلال مراكز مصادر التعلم في التحذير من الإرهاب، ونشر الدراسات والبحوث التي ترصد آثار الإرهاب وسلبياته على الوطن بلغة الأرقام والصور وتزويد جميع المدارس بها، والاستفادة من تجارب الآخرين ممن تضرروا من الإرهاب.

وطالبوا وسائل للإعلام بعدم التسويق لأي فكر متطرف، وتشجيع المدارس التي تطبق البرامج الوطنية التي تسهم في تعزيز الأمن الفكري لدى الطلاب، وتخصيص وقت للحوار المفتوح أسبوعيا للطلاب لمناقشة المواضيع المهمة لديهم وتنمية جانب الاعتدال في شخصياتهم.

ودعا عضو مجمع الفقه الإسلامي الداعية الشيخ الدكتور محمد النجيمي في كلمته خلال الملتقى إلى ضرورة نشر ثقافة الحوار والرقابة الذاتية لدى الطلاب وتعزيز الانتماء والوازع الديني في نفوسهم، مؤكداً على ضرورة اختيار المعلم المتخصص في معرفة التغيرات النفسية التي تحدث لدى الطلاب في الميدان التربوي وإقامة دورات في مجال الكشف النفسي والمخدرات، وبين أن الوقاية من التطرف الفكري تعتبر من فقه الواقع.

وبدوره، شدد الداعية الشيخ الدكتور سعد البريك على ترسيخ مفهوم الأمن الفكري والابتعاد عن الغلووالتطرف، داعياً إلى توحيد الرؤى ونبذ الفرقة ونشر صفة التعايش بين جميع أطراف المجتمع والتحاور فيما بينهم لقطع الطرق على كل من يريد المساس بأمن هذا الوطن وتدمير عقول أبنائه.وأشار على  القائمين على مثل هذه الملتقيات  بمناشدة ولاة الأمر ضرورة تسيير أمور أفراد المجتمع وتأمين لقمة العيش المناسبة لهم حتى نقلل من أثر الفقر على بعض الأفراد وما يجره من ويلات الإرهاب والجريمة.

وكان مدير عام التربية والتعليم للبنين في الأحساء أحمد بن محمد بالغنيم دشن أمس ورش عمل الملتقى، وذلك بمشاركة 80 مشاركاً يمثلون 40 جهة حكومية وأهلية وجمعيات خيرية وأسرية وكرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الأمينة ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.