كعادتي كل يوم من بعد صلاة العشاء، أمارس رياضة الهرولة في تصفح أخبار من حولنا وقراءة الكتب، وفي كل يوم أجد معدل العنصرية يزداد كقوة خشنة وليس قوة ناعمة نستطيع من خلالها تطوير أجيال المستقبل، ونبني حضارات نتقدم بها كعالم أول وليس كعالم ثان أو ثالث. العنصرية هي من أنجبت المحسوبية، فالموظف المسؤول العنصري، يستخدم نفوذه لكي يصنع هيكلا تنظيميا يبدأ برأس الهرم، ويندرج تحته مسؤولون بمرتبة موالين له وفقا لنظامه ودستور العنصرية الذي هو من وضع سياساته وإجراءاته وزرع ذلك فيهم. العنصرية هي من فرقت بين المجتمعات، فأصبح تصنيف بعض المجتمعات ليس بالعلم والمعرفة والأخلاق النبيلة ومساعدة الآخرين، وإنما التصنيف حسب الكرم، مصحوبا بتصوير ذلك الاحتفال وقصائد لا يخلو بيت فيها من المدح لشخص، كما يسمونه (المعزب) وأنا أسميه (المُعزى) في وفاة عقله وموت قلبه.

العنصرية هي من أنجبت لنا الإرهاب فأصبح تعدد القتلى في هذا الزمن يعادل من قتلوا في الحرب العالمية الأولى والثانية.

في السابق كانت هنالك عنصرية، ولكن كانت شريفة، واليوم أصبحت العنصرية خبيثة في كل جوانبها، وباستمرار العنصرية سوف تدمر المجتمعات وتفسد الأخلاق والعلم والمعرفة، فنصبح جيلا يولد ويورث الدمار والتخلف لمن بعدنا.