والد ريم: يا وحيدتي، من تفضلين أن يكون زوجك من أبناء عمك الثلاثة؟
الابن الأكبر زيد عامل النظافة، أم عبيد الممرض، أم أخوهم موظف المختبر، وكما تعرفين، جميعهم موظفون في مستشفى والدهم، ومتقاربون في الأخلاق والتربية والتعليم، ولا يريد أن يفرق بينهم فساوى بينهم في الدخل والسكن وغيره، ولا فرق بينهم إلا في المسمى الوظيفي. ريم: زيد مستبعد من الاختيار لأنه عامل نظافة، رغم أننا لن نستطيع العيش في مكان لا يوجد به عامل نظافة، إلا أنني لست مستعدة لمعاشرة من يتعامل مع النفايات يوميا، وإن كان ذا خلق ومال مشابه لبقية إخوته، إلا أنه لا يشرفني العيش كزوجة عامل النظافة أمام صاحباتي، (وين أودي وجهي منهم). أنا سأتزوج عبيد لأن التمريض وظيفة يفخر بها الشباب، والمسجلون على قوائم الانتظار للحصول على وظيفة ممرض أكثر من الموظفين عليها. والد ريم: يا بنيتي ولكن من طبيعة عمل الممرض تغيير ملابس وغيارات المرضى غير القادرين على مساعدة أنفسهم، وقد يتعرض لأي من إفرازاتهم الجسدية كالقيء وغيره، وهذا ليس بعيدا عن طبيعة عمل أخيه الذي ترفضينه، رغم أنه الأولى بالزواج. ريم: لا تهمني طبيعة العمل بقدر سمعة المسمى الوظيفي له، إن لم أتزوج بالممرض فسأتزوج من موظف المختبر. والد ريم: رغم أن وظائف المختبرات الطبية يحلم بها أغلب الشباب السعودي، ولكن عليك أن تعلمي أن طبيعة عمل زوجك المحتمل في المختبر هي التعامل يوميا مع (ما ينقض الوضوء) من دم وغيره. ريم: أنا أعرف أن زيد عامل النظافة يتعامل مع النفايات التي هي أرحم مما يتعامل معه بقية أزواجي المحتملين، ولكن (وا فضيحتاه وين أودي وجهي من صاحباتي لما ينادونني يا زوجة عامل النظافة). والد ريم: ماذا كنت تقولين لصاحباتك عن وظيفتي التي عملت بها في أكبر شركة للنفط على مستوى العالم (أرامكو)، وبدخلها تزوجت من والدتك وأنجبتك وأنفقت عليك منها حتى أتى عمك ليخطبك مني. ريم: أقول لهم والدي operation في أرامكو. الوالد: ولماذا تذكرين لهم القسم ولا تذكرين لهم المسمى الوظيفي. ريم: لأنك لحام، وهذا ينقص من شأني أمام صاحباتي (انتهى). كم بين بناتنا من ريم، وكم من أشباه ريم في أوساط شبابنا، يمتنعون حاليا عن أعمال كان أسلافهم يتفاخرون بها كمهنة سائق التاكسي والحداد والسباك وغيرها، والتي تعد حاليا من أكثر المهن دخلا واحتراما في دول عدة مثل بريطانيا العظمى، ويقبل بوظيفة مسماها الوظيفي يشير إلى كونه مديرا عوضا عن أي وظيفة أخرى بمسمى وظيفي يجعله (لا يعرف أين يودي وجهه أمام أصحابه) وإن كانت بمرتب أعلى. قبل أن نحتقر أي عمل شريف علينا أن نحلل ماهية مهام وأساسيات الأعمال التي نحلم بأن نعمل بها يوما، وسنجد أحيانا أن مهام (عامل النظافة أرحم).