التركيز داخل المستطيل الأخضر الطريق الموصل للهدف، فمتى ما كان الفريق حاضرا حقق أفضل المكتسبات المرجوة، ولاعب كرة القدم حينما يرمي بالظروف المحيطة خلفه، وتحديدا المحبطة، ويؤدي مهامه على أكمل وجه تظهر صورته رائعة، وهذا الجانب لا يستطيع إحياءه إلا المدرب المتمكن الذي يملك القدرة على التجهيز النفسي والفني، تلك المعادلة متى ما تكاملت تحقق الهدف، والأهم ألا ينشغل اللاعب بما يجري خارج المستطيل الأخضر، لأنه من الصعب عزله عما يحدث، لكن يتعين أن تكون لديه حصانة من الداخل ليعرف الغث من الثمين، ثمة جانب آخر متى ما كان اللاعب يملك القدرة لفرز الأشياء وتفسيرها ساعده ذلك بتحويل السلبيات إلى إيجابيات، ولا يمكن تهميش تأثير الحرب النفسية التي يثيرها الخصم لهدف إحباط المعنويات، والعامل النفسي يأتي في الطليعة، وبالذات في المواجهات المفصلية كحال اللقاء الذي يجمع الجارين الهلال والنصر، وربما أن الأخير في الوقت الحالي معنويا يتفوق، على عكس الهلال الذي فرط في 4 نقاط خلال آخر مواجهتين في وقت لم يدر بخلد المراقب أن تحدث مثل تلك النتائج، وتباينت الأسباب بين أخطاء تحكيمية وأخرى تكتيكية من المدرب، وفريق ثالث أرجعها لشطحات لا مجال لطرحها، لأنها خارج الذوق العام ويفترض ألا تعطى أهمية لكي لا يوضع لها رأس وتحقق الهدف منها، أعيد القول لقاء قطبي الرياض يحتاج للتجهيز المعنوي قبل الفني، فضلا عن أهمية اختيار حكام على مستوى عال من الكفاءة ليس في الميدان فحسب وإنما في غرفة تقنية «var»، وما يحدث في المواجهات الأخيرة وضع استفهامات عريضة، ففي لقاء الهلال وأحد كانت هناك حالات غريبة تم تجاهلها وأخرى توقفت عندها التقنية وأثارت الاستغراب، ولهذا فإن تلك الرقابة الخارجية يجب أن تخدم العدالة التي ينشدها كل محب للرياضة، لكي تذهب المكاسب لمن يستحقها ولا يستفيد منها الأقل، بقي جانب مهم الصورة التي جسدها لاعب الهلال الأسترالي ديجنك بعد نزال فريقه أمام أحد تؤكد أن القيادة ليس لها عمر محدد، في حين أن التصرفات التي أحدثها الحارس العويشير بعد النزال لم تكن مقبولة، وربما نلتمس له العذر لو كان منتصرا أو على الأقل وصل فريقه لنقطة الأمان، غير أن المشهد يوحي بأن الهدف استفزاز للخصم، والأكيد أن الأكثر فرحا بنتيجة اللقاء أنصار الوصيف.