توجد طموحات صينية كبيرة في أوروبا، ولكن ليس بالنسبة لـ»الاتحاد الأوروبي» ككتلة واحدة، إذ أكد محللون لموقع «بزنس إنسايدر» أن الكتلة الأوروبية تهتز أكثر من ذي قبل، ورغبة بريطانيا في الخروج تزيد من الأمر غموضا.

وفيما يحاول الاتحاد الأوروبي صياغة سياسة متماسكة للتعامل مع الصين، تعمل بكين بكل طاقتها للتعامل مع كل دولة أوروبية على حدة بعيدا عن الاتحاد.

ويقول الخبراء إن هذا يمكن أن يكون جزءا من «كتاب اللعب الصيني»، الذي يحرض دول الاتحاد الأوروبي ضد بعضها البعض، لتجنب الكتلة الاتحادية، وهي أكبر شريك تجاري لها، التي يمكن أن تصيغ ممارسات تجارية قد تضر ببكين، خصوصا في خضم الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.


جولة الأيام الـ6 


يقضي الرئيس شي جين بينج حاليا 6 أيام في أوروبا، حيث يزور إيطاليا وموناكو وفرنسا، ويخطط للقاء بقادة هذه الدول، وإجراء العديد من المفاوضات التجارية.

ففي روما، أشرف شي يوم السبت الماضي على توقيع مذكرة تفاهم للانضمام إلى مبادرة طريق الحرير أضخم مشاريع الصين التجارية في العهد الحديث، والذي يهدف لربط العالم عبر البنية التحتية.

كما وقعت الدولتان 10 صفقات إضافية في قطاعات تشمل إدارة الموانئ والطاقة والصلب والغاز، ويمكن أن تصل قيمتها إلى 20 مليار يورو (22.62 مليار دولار).





لقاء 16 +  1


من المقرر أن يزور رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانج بروكسل لحضور قمة الاتحاد الأوروبي مع الصين يوم 9 إبريل المقبل وذلك قبل ذهابه إلى كرواتيا للقاء «16 + 1»، ومجموعة من 11 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي في وسط وشرق أوروبا وخمس دول في منطقة البلقان، وكل ذلك في خطة وضعتها بكين كجزء من دخولها إلى أوروبا سياسيا واقتصاديا.

ويطرح الآن تساؤلا كبيرا حول مدى نية الصين تفكيك الاتحاد الأوروبي، إذ أجاب مستشار السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي روبرت كوبر لصحيفة «فاينانشيال تايمز» الأسبوع الماضي بالقول: «اكتشفت الصين أنه بإمكانها منع سياسة الاتحاد الأوروبي تجاهها أو الحيلولة دون توسعها السياسي والاقتصادي في المنطقة».

أما مديرة البرنامج في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما تيريزا كوراتيلا، فقالت: «أعتقد أن الصين ستفضل بالتأكيد أن يكون لديها 27 سياسة مختلفة، بدلا من سياسة موحدة، لأن هذا سيترك مساحة أكبر للمناورة وللضغط من أجل اهتماماتها الأساسية، لكن هذا سيكون حال أي شريك للاتحاد الأوروبي».


الصين ترد على الاتهامات


تقول كوراتيلا إن الصين تنفي بشكل قاطع أن تكون لديها أي محاولات لتفكيك الاتحاد الأوروبي، ولكنها أكدت ببساطة أنها تسعى فقط لتأمين مصالحها.

وأضافت «الصين تضغط من أجل مصالحها الاستراتيجية الخاصة.. والهدف النهائي هو العودة إلى الصين مع أفضل مخرج يمكن للمرء الحصول عليه».  وتابعت «ليس من مصلحة أحد أن يُظهر أوروبا مفككة، ولكن مرة أخرى، أي شيء تريد فعله الصين فإنه نابع عن سياساتها واستراتيجياتها».


سياسة أوروبا المشوشة 


لقد تم تفكيك الاتحاد الأوروبي حتى الآن حول موقفه من التأثير الاقتصادي للصين، وسبق أن حاول بعض قادة الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة تكثيف جهود الكتلة لصياغة نهج منسق وعدواني تجاه الصين، خصوصا فيما يتعلق بالتجارة، في حين شهدت بلدان أخرى مثل إيطاليا علاقات أوثق مع بكين، حيث اعتبرتها مصدرا جديدا للاستثمار في أوروبا.

وتهتم بلدان مثل ألمانيا وفرنسا بما يعتبرونه إعانات محايدة تؤثر على سعر الواردات الصينية في الاتحاد الأوروبي، ومشاركة الدولة في الاقتصاد.

وأشارت وسائل إعلام إلى أن البلدين ضغطا باتجاه إجراءات فحص أكثر صرامة بشأن الاستثمار الأجنبي، فيما يبدو أنه محاولة لتقييد وصول الصين إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر للاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي: «انتهت فترة السذاجة الأوروبية»، في إشارة إلى علاقة الاتحاد الأوروبي مع الصين.

وأضاف المستشار النمساوي سيباستيان كورز في الاجتماع نفسه: «الصين شريك، لكنها منافسة في الوقت نفسه، من الأهمية بمكان أن تكون هناك ظروف تجارية عادلة».


ضغط أميركي


كان الاتحاد الأوروبي أيضا حصنا ضد الولايات المتحدة، فيما يتعلق بمخاوف الأمن السيبراني، وتضغط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الاتحاد الأوروبي لحظر شركة «هواوي» العملاقة للاتصالات الصينية، التي تسعى لإطلاق شبكة الجيل الخامس، حتى إنها حذرت ألمانيا من أنها إذا تبنت تكنولوجيا «هواوي»، فإنها ستخاطر بفقدان إمكانية الوصول إلى مشاركة المعلومات الخاصة بالاستخبارات الأميركية، وفيما يبدو أن الاتحاد الأوروبي غير راغب في حظر شامل لشركة «هواوي»، الأمر الذي يشكل صراعا بين الاتحاد وأميركا والصين.


التقارب الصيني الأوروبي


تجلت معالمه قبل عقد من الزمن حين عقد الجانبان العزم على إعادة تشييد طريق الحرير بين الشرق والغرب


يربط هذا الطريق ميناء ليانينجانج الصيني بميناء روتردام الهولندي عبر آسيا الوسطى


 يعقد الأوروبيون الكثير من الآمال على تأسيس وجود قوي لهم في السوق الصينية 


رغبة الأوروبيين في الاستفادة من تفوق الصين الاقتصادي حتى على الولايات المتحدة باعتبارها الوجهة الأكثر جاذبية


 أهداف بكين


طموحات الصين في السيطرة على أبرز الأسواق في العالم


محاولة الصين حلحلة مفهوم القطب الأميركي الواحد في العالم


بناء مفاعلات نووية في رومانيا وبلغاريا وإنشاء ميناء في السويد

اهتمام الشركات الصينية بالعديد من الأصول الأوروبية