أكد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في تصريح صحفي عقب ختام جولته في المحافظات الخارجية لشرق منطقة مكة المكرمة التي اختتمها أمس في محافظة رنية أن الانتقال من العالم الثالث إلى العالم الأول ليس أمرا مستحيلا في ظل التمسك بالقيم والمثل الإسلامية. وقال "كثير من الناس دائما يتساءلون: كيف أدعو إلى الانتقال من العالم الثالث إلى العالم الأول؟. وأقول لهم وبكل صراحة أننا لو تمسكنا بتعاليم الإسلام وأخلاقه، والقيم الإسلامية لوصلنا للعالم الثالث بأسرع وقت ممكن، فليس هناك مستحيل، لو صدقنا في أعمالنا، ولو صدقنا في أقوالنا ولو صدقنا في وعودنا، ولو تجنبنا الكذب والخداع والغش، ولو احترمنا النظام، ولو واظبنا على الدوام، ولو أعطينا بلادنا ما تستحقه من عمل ومن إخلاص، ومن تضحية لوصلنا إلى العالم الأول في أقرب فرصة".
وأضاف "استعرضنا كل المشاريع التي أنجزت، والتي تحت التنفيذ والتي سوف تنجز قريبا إن شاء الله والتي تقدر تكاليفها بمبلغ 7.5 مليارات وتشمل محافظات الطائف وتربة، والخرمة، ورنية. وأستطيع أن أقول وبكل سعادة إن أكثر المشاريع التي اعتمدت أنجزت، وأن هناك بعض المشاريع وهي قليلة لا تزال متعثرة، وفي هذه الاجتماعات تلمسنا سبل التغلب على أسباب هذا التعثر".
وأردف "وجدت من زملائي ومن إخواني في الإدارات الحكومية بمنطقة مكة المكرمة، وفي مجالس المحافظات، والمجالس المحلية في المحافظات، ورؤساء الإدارات، كذلك في هذه المحافظات كل تعاون وكل جدية في العمل. في الحقيقة أسعدتني هذه الروح، وكما تعرفون فهذه ثالث زيارة لهذه المحافظات، أستطيع أن أقول وبكل ثقة إن الروح المعنوية لدى كل العاملين في هذه المحافظات عالية جدا، وإن الحماس مشترك بين الجميع، وإن هناك حرصا وجدية، وتأكيدا على ضرورة إنهاء هذه المشاريع على الوجه المطلوب".
وبين الأمير خالد الفيصل أن المواطن يستحق كل خير، وأنه متعاون جدا، وينتظر الفرصة للمشاركة. وقال "في كل جلساتي مع المجالس المحلية طلبت من أعضاء المجالس المحلية إعطاء المواطن الفرصة للمشاركة، وأن يكون المواطنون هم أعضاء المجالس المحلية، وعلى رؤساء الإدارات الحكومية أن يكونوا قدوة.. قدوة في الإخلاص، وقدوة في الجدية، وقدوة في العمل، وقدوة في الصدق مع الناس، وقدوة كذلك في مستوى الإنتاج".
وعن إنشاء مطارات في هذه المحافظات، أشار أمير منطقة مكة المكرمة إلى أن هناك دراسة من هيئة الطيران المدني على كل المطارات المطلوبة سوف يعلن عنها إن شاء الله قريبا، لكنه لا يستطيع أن يعد بشيء ما لم تظهر الدراسة.
وعن تنشيط السياحة في هذه المحافظات، قال إن هذا هو دور رجال الأعمال، ودور كل الموسرين الذين انتقلوا إلى المدن الكبيرة دون أن يلتفتوا إلى محافظاتهم، وأن يسهموا في تنمية هذه المحافظات.
وفي رده على سؤال لـ"الوطن" حول توقف المنح منذ عام 1410، قال أمير المنطقة "هناك مخططات، وهناك مشاريع للإسكان من هيئة الإسكان، وقد سلمت أراض كثيرة لهيئة الإسكان، وسوف يكون فيها علاوة على منح الأراضي إسكان، ووحدات سكنية".
وعن الخدمات الصحية، قال الأمير خالد "ناقشنا النواحي الصحية والمستشفيات، والمراكز، ووعدت المجلس المحلي، ووعدت أهالي رنية بأنني سوف يكون لي اتصال مباشر مع وزير الصحة؛ لإنشاء مستشفى آخر متكامل يفي باحتياجات المحافظة غير مستشفى الخمسين سريرا الموجود حاليا"، موضحا أن مجموع طول الطرق المنفذة في منطقة مكة المكرمة بلغ 942 كلم، بتكلفة إجمالية بلغت 633 مليون ريال.
وكان الأمير خالد الفيصل قد التقى في ختام جولته التفقدية للمحافظات الخارجية أمس بأعيان ومشايخ ورؤساء الدوائر الحكومية في محافظة رنية، واجتمع بأعضاء المجلس المحلي في المحافظة، حيث ناقش معهم المشروعات الجاري تنفيذها والمطالب وتطالعات الأهالي، ومن أبرزها موضوع نقل المياه المحلاة، حيث طلب الأمير خالد من مسؤولي المياه تحديد برنامج زمني لنقل المياه إلى رنية، وكذلك تمكين الطلاب من أداء اختبار القدرات في فرع الجامعة برنية، ودعم شباب المحافظة وتخصيص أراض للنادي، إلى جانب ضرورة توعية الشباب بخطورة التطرف والإرهاب، وتحديد أرض للجامعة، ومعالجة أخطار السيول، تماشيا مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين.
ووضع الأمير خالد أثناء الزيارة حجر الأساس لمشروع تطوير متنزه مخيم الملك عبدالعزيز في عشيرة، والمركز التنموي في عشيرة، واطلع على عرض لمشروع تطوير متنزه مخيم الملك عبدالعزيز بعشيرة (المرحلة الثانية) والذي تنفذه أمانة الطائف على مساحة مليون متر مربع في الموقع الذي كان القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله، يقيم فيه مخيمه في طريق اصطيافه بالطائف كل عام. وقد نفذت أمانة الطائف المرحلة الأولى من المشروع على مساحة 100 ألف متر مربع، وأعدت دراسة متكاملة لتطوير المتنزه بما يتناسب ومكانته التاريخية.
من جهته، أشار أمين محافظة الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج إلى أن المشروع يهتم بدعم المنطقة الأثرية والتاريخية بالموقع مع توفير العديد من الخدمات والمرافق تشتمل على مواقع لجلوس العائلات، وموتيلات ومخيمات ومراكز متخصصة وناد رياضي، وملاه للأطفال، ومقاصف ومطاعم وطرق داخلية. ويراعي المشروع تكامل المنطقة التاريخية مع عناصر المتنزه مع إيجاد التنوع البصري، والوظيفي في الأنشطة بما يلبي احتياج الزائرين بمختلف الشرائح.
وحول الدور الوظيفي للمركز التنموي، أشار إلى أنه يسهم في تركيز الخدمات في مكان واحد، مؤكدا أن الخدمات تعد العصب الأساسي لأي تجمع سكاني مما يحقق الاكتفاء الذاتي من الخدمات المطلوبة.