أعلنها الأمير سلطان بن فهد جلية وهو يحمل اتحاد كرة القدم مسؤولية إقصاء المنتخب من النهائيات الآسيوية، وأعقبها بطلب إعفائه من منصبه، واضعاً حداً لمرحلة انقضت تباين خلالها مستوى الكرة السعودية مثل رقاص الساعة بين النجاح مرة والإخفاق أخرى.
وإعفاء الأمير سلطان، يضع خَلفه الأمير نواف بن فيصل أمام مسؤوليات مضاعفة وكبيرة، فليس عليه فقط أن يتحمل أعباء التركة الثقيلة، بل عليه أن يعيد للرياضة السعودية وهجها، وهذا هو التحدي الكبير.
يثق كثيرون في أن الأمير نواف يمتلك رؤية جيدة للمستقبل، ويثقون أن انفتاحه على تجارب الآخرين سيكون زاداً مهما في مشواره المقبل، لكن المهم أن تعمل الأجهزة المساندة له أيضاً وفق وضوح في الرؤية وحرص شديد على الاستفادة من درس الإعفاء لرسم منحى مغاير للرياضة التي عانت كبوات في مراحل كثيرة وبقيت لها ومضاتها التي لا يجب إنكارها، لكن الطموح كان ومايزال أكبر.
سيكون من المبكر إطلاق أحكام، متفائلة كانت أو مترددة بين التشاؤم والأمل، لكن الوسط الرياضي السعودي بات بحاجة ماسة إلى أن يسترد الثقة برياضته، ولعل هذا هو التحدي الأكبر أمام الأمير نواف في منصبه الجديد، وبالتالي سيكون مهماً أن نترقب الاستراتيجية والأهداف التي سيرسمها في خطواته الأولى، لنعرف إلى أين تتجه بوصلة الرياضة السعودية مدفوعة بفكر ربانها الجديد، ومستمرة بزخم من سمعتها وعراقتها التي وإن تأثرت قليلاً في الآونة الأخيرة إلا أنها ما تزال تملك رصيداً لا يمكن بحال من الأحوال الاستهانة بانعكساته على عودتها السريعة، وعلى تعافيها ببضع خطوات تصحيحية تبدأ من ترتيب البيت الداخلي، والدفع بكفاءات شابة متسلحة بالعلم، ومتشحة بالجديد، وراغبة قبل هذا وذاك في حضور مشرف للرياضة السعودية، وفي تغليب الصالح العام على مصالح شخصية ضيقة أساءت أكثر من أن تفيد.
التغيير في القمة كان مطلباً، لكنه لم يكن مطلباً لمجرد التغيير، وإنما للحاجة إلى رؤية جديدة في التوجهات والتطلعات.. رؤية تبتعد عن كلاسيكيات المعالجات والحلول، وتبتدع أساليب جديدة في التعامل الفعال مع كل القضايا الطارئة.
وقد قدم الأمير نواف خطوات جيدة عبر مشواره نائباً للرئيس العام، مهدت لاكتسابه ثقة كثيرين يرون فيه أملاً لانتشال الرياضة السعودية، لكنه اليوم أمام خطوات أكثر جدية ليس لاكتساب ثقة شخصية، ولكن ليُكسب الرياضة السعودية الثقة التي فقدتها.