قام أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، بحضور الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف آل مقرن، والأمير عبدالعزيز بن خالد آل مقرن، بزيارة لأسرة آل عائض في أبها، كما حضر احتفال تكريم المتفوقين من الأسرة بمنزل الدكتور سليمان آل عائض .
وشهد الاحتفال الذي حضره مدير جامعة الملك خالد الدكتور رجاالله السلمي، وشيخ بني مالك أحمد بن معدي، والدكتور عبدالرحمن آل مفرح، ، وخالد بن مشيط، العديد من الفقرات المنوعة.
ترحيب حار
قال الشيخ يحيى بن عبدالله آل عائض في كلمة أسرة آل عائض نيابة عن عميد الأسرة يحيى بن حسن بن محمد آل عائض «تتزاحم الكلمات وتتاهفت على الألسن العبارات، وتتسابق الجمل للترحيب بكم وبزيارتكم الكريمة، حيث تلتقون كبار أسرة آل عائض وأبناءهم، مرحباً بك والفرحة تملأ القلوب والبسمة تعلو الشفاه، ولا ننسى أن ننقل لكم سلام عميد الأسرة الشيخ يحيى بن حسن آل عائض الذي ألمّ به عارض صحي منعه وأبناءه من الحضور، نسأل الله له الشفاء العاجل».
فيلم وثائقي
شهد الحضور فيلمًا وثائقيًا يستعرض تطور منطقة عسير في العهد السعودي الزاهر، وما تميزت به من تراث عريق وفن في العمارة والبناء وتنوع ثقافي، واستعرض الفيلم كلمةً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قال فيها «هذه عسير عسيرة على كل طامع وعلى كل من يريد شر، فهي الحمدلله عسير الخير التي تفتح أبوابها للخير، وكانت ولا تزال في القلب وفي الروح من هذه البلاد، أيها الأخوة لا شك أن من عاش هنا أو خالط أبناء عسير يجد فيهم المحبة والرجولة والكرم والشهامة».
ثم استعرض الفيلم عرضًا تاريخيًا عن قلاعِ وحصون آل عائض التاريخية التي شملت: قصور آل عائض في ريده والحرملة حامية الأمير عائض بن مرعي ضد الأتراك، وقصر المصري للأمير سعيد بن عائض بن مرعي، وقصر الجازع في العرقين للأمير عبدالرحمن بن عبدالله آل عائض، ثم مسجد السقاء التاريخي الذي بُني في القرن الثاني للهجرة وأُعيد ترميمه في عهد الأمير عائض بن مرعي عام 1206، وتمت توسعته في عهد الدكتور سليمان بن عبدالرحمن آل عائض عام 1439هـ.
رجال عسير
استعرض الفيلم الوثائقي كلمةً قالها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في لقاء تلفزيوني سابق عن عسير، قال فيها «أشتاق لعسير ولأهل عسير وخصوصًا رجال عسير، فرجال عسير رجال بمعنى الكلمة، وعندما تقول الرجل العربي السعودي أول ما يتبادر إلى ذهني رجال عسير، لقد وجدت فيهم كل عون وكل مساعدة لننهض بالمنطقة ونصل بها إلى ما وصلت إليه في ذلك الوقت». وأضاف الفيصل في حديثه الذي عُرض «تحدثتُ عن رجال عسير للملك فيصل، فقال رحمه الله كلمة لا أزال أذكرها، والله ونعم فيهم».
مصحف الأميرة فاطمة
قدم الشيخ يحيى بن عبدالله آل عائض هدية أسرة آل عائض لأمير منطقة عسير وهي عبارة عن «مصحف الأميرة فاطمة آل عائض»، الذي كتبته بخط يدها، واطلع الأمير تركي بن طلال على صفحات المصحف المكونة من 800 صفحة .
وقال أمير عسير إن «من أجمل الفقرات في هذا اللقاء تكريم الأبناء، والأعظم من ذلك المصحف الكريم من امرأة قدوة للنساء وأحسب أنها من النساء الخالدات بأمر الله تعالى، وهذا له مكانة كبيرة عندي، لأنني أعرف مدى قيمته عندكم، وعند الله أولاً، وقيمة المصحف الذي اعتنت به، والعزيز عليكم عزيز علينا».
يذكر أن الأميرة فاطمة بنت سعد آل عائض ولدت في الحرملة عام 1271 في عهد جدها عائض بن مرعي، وأمها صالحة بنت لاحق أبو سراح، تعلمت أيام عمها محمد بن عائض على يدِ علماء المنطقة، وكانت تحضر الدروس في الجامع الكبير برأس مملح، وعام 1289 غدر بعمها محمد، وقتل أبوها، وأسرت ونقلت إلى إسطنبول، ومكثت في الأسر 6 سنوات، وأثناء أسرها كتبت المصحف بخط يدها، وعندما عادت إلى عسير تزوجت من ابن عمها الأمير علي بن محمد آل عائض، وقدمت له المصحف في ليلة زفافها هدية، وتوفيت عام 1338هـ.
مدفع تاريخي
عرض الدكتور سليمان آل عائض مدفعا من بقايا أسلحة الأتراك التي سيطر عليها جيش آل عائض ومعه ما يسمى «الجلجلة»، وقال إن «ريدة كانت ترمى من الأتراك، ويتم إعادة بنائها ليلا في ذات اليوم، وكان القائم على البناء جماعة آل زيدي المشهورة بفن البناء المعماري، واستدل الأتراك من خلال شمعة كانت مضاءة ليلا على من يقومون بالبناء، ووجهوا لهم المدافع وقتلوهم».
مواقف مشرفة
قال أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال إن «العرب لا يقبلون المهانة، ولنا في معركة ذي قار العظيمة مثل، وهي التي أهان فيها كسرى النعمان بن منذر ملك الحيرة، عندما تعرضَ لنساء العرب، وأراد أن يأخذ منهم، فامتنع النعمان واستجارت إحدى قبائل العرب بقبائل أخرى، ووقعت معركة ذي قار التي هُزم فيها الفرس عام 609. أمة العرب لا تقبل الذل ولا تقبل الإهانة والمهانة، وهذا ما يميز العرب عن غيرهم، وعندما أتت جيوش محمد علي كرأس حربة لجيوش الدولة العثمانية، وتعرضت للدولة السعودية الأولى في مقرها بالدرعية، وإلى عسير في مقرها في طبب، وأُخذ من أخذ أسيرا وأُهين من أهين، بل إن البعض وضع على رؤوس المدافع، وأسر من عسير من أسر، ولكن أمة العرب أيضا بعد مرور 600 سنة على ذي قار لم تقبل الإهانة، نهضت أمة العرب في نجد وعسير، وكان مشهد عظيم أذكركم كنموذج للكفاح الذي تم في نجد وفي عسير ضد المحتل والذي يكتب في التاريخ بأسطر من نور».
وأضاف «كان هناك تحالف بين نجد وعسير، عندما كان جدكم عائض بن مرعي ومحمد بن عائض موجودين، وهذا التحالف لم يقبل الذل والمهانة، ويستمر التاريخ ويحدث ما حدث الآن في عاصفة الحزم، وكما قال أخي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إن العربي لا يقبل الذل والمهانة، وإن كانت على جار، والذي يمس جارنا يمسنا، وهذه من صفات العرب، وما يمس اليمن الآن هوان ومهانة من قبل جهات معروفة، وهو ما جعل المملكة تنتفض، لتمسح عباءة الذل عن جارنا، وأحببت سرد هذا الأمر لإن أسرتكم الموقرة هي أسرة مشهود لها ليس فقط في نشر العلم في هذه البلاد ولا فقط في تحالفها الإستراتيجي مع الدولة السعودية الثانية، ولكن أيضا لكونها مسحت الذل عن أمتها ومن يمسح عباءة الذل له كل التقدير والاحترام من الأمة».
وأكد الأمير تركي بن طلال أن «الآثار الموجودة بالمنطقة تمثل عبق التاريخ، وسنحافظ عليها، ولدينا مشروع الحفاظ على القرى التراثية في عسير بتوجيه مباشر من ولي العهد».
مجسم تاريخي
قدم الدكتور سليمان بن عبدالرحمن آل عائض هدية من آسرة آل عائض للأمير تركي عبارة عن مجسم يحاكي علاقة آل سعود بأسرة آل عائض، وقال الدكتور سليمان آل عائض «كثيرا ما نسمع منكم علاقة الدرعية بعسير، وما حدث مع الإمام فيصل بن تركي رحمه الله، وخروج جيش من عسير لنجدة الأمير تركي، حاولنا تجسيد هذه العلاقة الوطيدة والقصة من خلال هذا المجسم، وهو عبارة عن قصر يمثل قصر المصمك بالدرعية، وهذا يمثل قلعة ريدة بقصورها وتاريخها، وهاتان القبضتان المتماسكتان بالمجسم دون عليهما، (ونحن على العهد ماضون)، ولذا هي تجسد العلاقة القديمة بين الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، وآل عائض في منطقة عسير».
تكريم المتفوقين
كرم أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال عددا من أبناء أسرة آل عائض المتفوقين في مجالات مختلفة، وتسلم المكرمون الهدايا التي قدمتها الأسرة، وأثنى على المكرمين، متمنيا لهم التوفيق في حياتهم العملية.
شخصية قيادية
قال الدكتور عبد الرحمن بن أحمد آل مفرح إننا نعمل جميعا بنفس الرؤية التي يحملها الأمير تركي بن طلال، وهي بث روح العمل بروح الفريق الواحد، ونبذ أي خلافات، وبث روح السلم الاجتماعي ومحاولة نشره بين الناس، وأهل المنطقة مهما عملوا لن يردوا جميل الأمير تركي على ما قدمه للمنطقة خلال الفترة القصيرة الماضية، فهو لا يتحدث عن مشاريع تنموية فقط، بل يتحدث عن إنسان عسير».
وأضاف أن «المشاريع التي أعلن عنها أمير عسير، وما يتعلق منها بالتراث العمراني الموجود عند أسرة آل عائض وغيرها من الأسر، من المباني القديمة الجميلة التي فيها عبق التاريخ، والتي فيها تراث وأمجاد، تحتاج إلى وقفة صادقة من الجميع، حتى نشاهد عسير قريبا منطقة يشار إليها بالبنان، ليس على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم»، مشيرا إلى أن 4 قنوات دولية منها رويترز وقناة فرنسية، تتسابق لحجز موعد مع الأمير تركي بن طلال، بعد إعلان عدد من الوزراء مشاريع عسير.
شهادة تاريخية
قال الدكتور غالب بن عبدالرحمن آل عائض «شكرا لك سمو الأمير على هذه الزيارة الغالية، ونشكر اهتمامك بالصغيرة قبل الكبيرة، وتقديرك لمن حولك جعل لك محبة في قلوب الناس، والجميع يدعون لك نساءً ورجالا، دائما نستبشر بطلعاتك وجولاتك واهتماماتك وتواجدك بكل المحافظات والمراكز، وجميع أسرة آل عائض يحبونك ويقدرونك ويجلونك ويقدرون زيارتك».
وأضاف «بهذه المناسبة لا بد أن أشير إلى كلمات لوالدي عبدالرحمن آل عائض رحمه الله، حيث كان ثاني مولود لأسرة آل عائض بالرياض عام 1353، حيث قال لنا «لم يقصر علينا الملك عبدالعزيز في صغيرة أو كبيرة، كنا نفطر عنده ونتغدى ونتعشى، والملك عبدالعزيز لم يقصر مع أسرة آل عائض، ويشهد الله أن هذا ما سمعناه من والدينا وما نقل لنا، وكذلك حدث مع كل ملوك السعودية الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله، وحتى عهد خادم الحرمين الزاهر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والذي يعتبره جميع أسرة آل عائض ولي أمرهم، حيث كان يقول «أي شيء يخص آل عائض أنا المسؤول عنه، ويعلم الله أننا لم نقصده في شيء إلا كان ملبيا، ونحن كأسرة لا نستطيع مكافأة الملك سلمان أو رد الجميل له إلا بالدعاء له ولأسرته». وتابع الدكتور غالب بن عبدالرحمن آل عائض موجها كلامه لأمير عسير «نحن معك في كل شيء، وسنبقى لبنة صالحة في هذه الوحدة الكبيرة، وفي كل ما يخدم توجهات القيادة، وستجدون جودا منا بإذن الله ما يحفظ تاريخنا ويرفع رؤوسنا ويخدم قيادتنا وديننا ووطننا العظيم، جميعنا ولاء وسمع وطاعة ورثناه».