قال تعالى: «وجـعـلـنـاكـم شــعوبـاً وقـبائــل لـتعـارفـوا». يعد تواصل المملكة العربية السعودية مع دول العالم بمثابة الجسر الذي تعبر الثقافات من خلاله إلى باقي المجتمعات من حولها دون أي جواز سفر، فهو يلعب دوراً كبيراً في خلق الحوار بين الشعوب المختلفة، وتضييق الفجوة بين مختلف الحضارات والثقافات، ويهيئ الظروف لإيجاد لغة عالمية مشتركة، هي لغة المحبة والتسامح والسلام، التي تسعى المملكة دائماً من خلال حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله»، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان «حفظه الله»، على نشرها بالعالم أجمع، كي يسود السلام والتسامح.
من منطلق رؤية الأمير محمد بن سلمان 2030 للمملكة سندرك حقاً أن هناك حلماً يسعى لتحقيقه في تلك الرؤية، ألا وهو (اقتصاد عالمي مزدهر، مجتمع قيادي حيوي، وطن طموح بالشباب أبنائه)، ولا أحد يستطيع أن يتناسى مقولته الشهيرة العالقة في أذهان الجميع لما يحمله الأمير الشاب تجاه وطنه، «إن الحياة قصيرة جدا، وقد تحدث الكثير من الأمور، كما أنني حريص جدا على مشاهدته بأم عيني، ولهذا السبب أنا في عجلة من أمري».
في مستهل جولة الأمير محمد بن سلمان الأخيرة لكل من باكستان والصين والهند، سعى الأمير الشاب لتعزيز العلاقات التاريخية وكذلك التبادل التجاري والاقتصادي والثقافي، والوقوف على آخر التطورات التكنولوجية الحديثة.
تمتد جذور نظم التعليم الحالية بالمملكة إلى أعماق بعيدة في التاريخ السعودي، ذلك لأن تحقيـق الكفاءة الاقتصادية في القطاعين الحكومي والخاص، لا يتأتى إلا بالتعليم المتطور، حيث يعتبر التعليم شرطا أساسا لنجاح السياسات وتنويع القاعدة الاقتصادية، وتعزيز دور القطاع الخاص السعودي، وتحفيزه على الاستثمار لزيادة إسهامه في عملية التنمية، من خلال السياسات والمبادرات التنظيمية، والبدء في تنفيذ برامج تجهيز الشباب السعودي للانطلاق في سوق العمل من خلال تهيئته علمياً وتدريبياً، وعلى هامش زيارة ولي العهد للصين التي تعتبر من أقدم الدول في العالم تاريخياً، وجه الأمير الشاب تعليماته لتدريس اللغة الصينية بالمدارس والجامعات السعودية، ليتسنى للمواطن السعودي التحدث بأكثر من لغة ليتمكن من رؤية العالم والتعرف على الثقافات المختلفة من خلال اللغة السائدة.
وأخيراً أبناء وطني.. إننا نتعلم لنعمل، والاستثمار في التعليم والتدريب وتزويد أبنائنا بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل، لهو الأهم بالفترة المقبلة، حيث تضع الدول العظمى أقدامها على الدرجة الأولى من سلم الحضارة والنمو. حفظ الله المملكة وشعبها.