فيما تعالت الأصوات المطالبة بمقاطعة السياحة في تركيا، خصوصا بعد نشر وسائل إعلام غربية وعربية، أصيبت الحكومة التركية في أنقرة بحالة من الارتباك، قادتها للوقوع في تناقضات، حيث تضمنت تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، تهديدا صريحا لكل من ينتقد تركيا في الخارج عند وصولهم المطارات التركية لقضاء العطل في المناطق السياحية، بينما ادعت الحكومة أن حديث الوزير موجه للإرهابيين وليس للسياح.

ونشرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية ترجمة لحديث الوزير تؤكد فيها أن زمن السماح للإرهابيين في الخارج بشتم تركيا وقضاء عطلاتهم في مزاراتها السياحية قد انتهى، وسيتم اعتقالهم في المطارات، مما يطرح تساؤلا حول ما إذا كان فعلا يقضي الإرهابيون عطلاتهم السياحية سابقا في تركيا، وهل كان ذلك بعلم وحماية أجهزتها الأمنية؟. 



 تحريف التصريحات

اعتبرت الحكومة التركية في بيان أمس لمتحدث وزارة الخارجية، أن التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية جاءت بشأن مكافحة الإرهاب، وقد تم تحريفها عن عمد من خلال اجتزائها من سياقها، وهذا واضح بشكل جلي، كما قالت السفارة التركية بالرياض في بيان آخر إن حديث الوزير تم تحريفه، وكان يستهدف فيها منظمتي «جولن» و»بي كي كي» الإرهابيتين، وأن هناك من يريدون زعزعة العلاقات بين تركيا والسعودية، والتي بطبيعتها تستند إلى أواصر التاريخ القديم والثقافة القديمة.



الترجمة الحرفية

وبينما تساءلت تقارير حول ما إذا كان الإرهابيون يستمتعون بإجازاتهم في تركيا بعلم حكومتها، جاء في نص الترجمة الحرفية التي نشرتها وكالة الأناضول التركية أن الوزير صويلو، والذي ادعت بيانات الحكومة التركية أن حديثه كان حول مكافحة تركيا للمنظمات الإرهابية قوله: «إننا نقبض عليهم في المطار، فليست تركيا التي لا علم لها بشيء، ستشتم هناك، وتقضي عطلتك هنا في أنطاليا،  ((هذه الأمور كانت بالماضي))، فالزملاء يعدون سلسلة وراء سلسلة من الملفات، وهي بشأن من يعادون تركيا من الخارج»، مما جعل بعض المتابعين يعتبر أن التبريرات التركية غير منطقية، ويتساءل هل كان «الإرهابيون» سابقا يستمتعون بعطلاتهم السياحية في تركيا بعلم وحماية الحكومة التركية وأجهزتها الأمنية، ولماذا لم تتحرك للقبض عليهم سابقا؟.  



التحذير من السفر

يذكر أن عددا من الهاشتاقات انتشرت في «تويتر» ومنصات تواصل أخرى تحذر السياح العرب والخليجين من التوجه للسياحة في تركيا، وتدعو إلى مقاطعة السياحة التركية، ووصف كثير من المشاركين في الهاشتاقات أن تركيا بلد غير آمن للسائح، ودائما مايتعرض السائح العربي فيها للسرقات والممارسات العنصرية، لأنه عربي وخليجي فقط، في ظل تجاهل وعدم اهتمام من الشرطة التركية، مؤكدين أن تصريح وزير داخلية تركيا تهديد صريح ومباشر، باعتقال كل من ينتقد تركيا في الخارج.