لم يدر بخلد القائمين على كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة بأبها، وهم ينظمون ملتقى التنمية البشرية الأول، أن دموع الشاب سعد المالكي ستكون أبرز الحاضرين في ختام جلسات اليوم الثاني للملتقى.
وكان المالكي قد بدأ بسرد تجربته مع التوظيف ومن ثم الفصل، قبل أن ينفجر باكيا أمام وكيل وزارة العمل لشؤون التخطيط والتطوير الدكتور مفرج سعد الحقباني الذي بدا التأثر على وجهه واضحا، مبديا تعاطفه الكبير مع قصة سعد، وواعدا بحلها في أسرع وقت، باعتبار أن ماحدث "أمر لا يجب السكوت عنه". مبدئيا، ووسط تصفيق الحضور وجه الوكيل مدير مكتب العمل بمنطقة عسير بمتابعة موضوع سعد، الذي خالطته دموع بعض الحاضرين الذين تأثروا بالموقف.وكان سعد قد شرح تجربته مع التوظيف وكيف أنه كان يعمل في شركة للصيانة والتشغيل تتعاقد مع جهات حكومية في منطقة عسير، وفصل من عمله رغم تميزه _حسب قوله_ دون أسباب بعد خدمة 12 عاما.
تابع ملتقى التنمية البشرية الذي تنظمه كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة بأبها بالتعاون مع مؤسسة "أمهار" لتنظيم المعارض والمؤتمرات فعالياته أمس بطرح عدد من أوراق العمل.وبدأت الجلسة الأولى التي أدارتها عميدة شطر الطالبات بجامعة الملك خالد الدكتورة منى آل مشيط، بورقة العمل الأولى لمديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود، وناقشت اتجاهات التنمية البشرية في المملكة، ثم بينت عن طريق العرض والتحليل اتجاهات التنمية وتحديد طبيعتها المشتقة من توجهات خطط التنمية المتعاقبة خلال العقود الأربعة الماضية.وشهدت ورقة الدكتورة الجوهرة مداخلات كانت من ضمنها مداخلة للدكتورة لبنى العجمي، تحدثت فيها عن "دور التعليم العالي في الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة". وتساءلت عن دور التعليم العالي في تطوير وتنفيذ مشروع الملك عبدالله، فردت الدكتورة الجوهرة بأن جامعة الأميرة نورة لها خطط استراتيجية للتطوير سواء في المناهج أو في الأمور الإدارية، أما عن الاحتياجات الخاصة فإن الجامعة خرجت أول دفعة من ذوي الاحتياجات الخاصة لقسم الاقتصاد المنزلي وهم في سوق العمل حاليا. فيما داخل الكاتب حمود أبوطالب بأن جامعات وكليات المملكة تخرج أعدادا هائلة من الطالبات بدون وظائف، إما بسبب قلة الوظائف أو بسبب بعض المحاذير الاجتماعية، وجامعة الأميرة نورة تعتبر ورشة عمل كبرى في التنمية البشرية وبعد سنوات ستدفع هذه الجامعة بخريجات، فهل ستعاد المشكلة في تكدس الخريجات وزيادة معدل البطالة. فكان تعليق الدكتورة الجوهرة بأن من أكبر همومي هو تكدس خريجات كلية التربية، لذلك فقد قمت بإعادة هيكلة الكليات، فبعد أن كانت 4 كليات جعلت الآن كلية تربية واحدة بالرياض بنوعية جديدة وتحت خطط لارتقاء معلمة المستقبل.وفي الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور محمد عباس قدم رئيس مركز السجيني للاستشارات الاقتصادية والإدارية إسماعيل سجيني ورقة تحدث فيها عن "التعليم التحدي في تنمية القوى البشرية"، مبينا أهمية العنصر البشرى كمحرّك رئيس للنمو الاقتصادي، وأن المملكة دأبت منذ تبنّيها خطط التنمية الشاملة على تخصيص اعتمادات كبيرة ومتزايدة للإنفاق على تنمية الموارد البشرية.وألقى مدير إدارة التدريب بصندوق تنمية الموارد البشرية الدكتور محمد عبدالحافظ ورقة تحدث فيها بالأرقام والإحصائيات عن دور صندوق تنمية الموارد البشرية في مساعدة الشباب للحصول على فرص عمل.أما الجلسة الثالثة التي أدارها وكيل وزارة العمل الدكتور مفرج الحقباني، فألقى فيها وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للضمان الاجتماعي الدكتور عبدالله السدحان ورقة عمل تتحدث عن "الأسر المنتجة في الضمان الاجتماعي والتحول من الرعاية إلى التنمية المستديمة"، بين فيها تجاوز مرحلة ثقافة الهبات والذي يعتبر تحديا كبيرا للمجتمع. ثم سرد قصصا من النجاحات التي قامت بها الضمان للأسر المحتاجة وهي تنفيذ مشروع صيادي الأسماك بالقحمة، ومشروع صناعة السدو في طبرجل، وآخر في مساعدة بائعي السواك بساحات الحرم، ومعاصر السمسم في محايل إضافة إلى دعم أكثر من 800 مشروع فردي ولكن العقبة التي واجهوها عدم وضوح الرؤية لدى بعض المسؤولين عن تلك المشاريع.وفي الجلسة الرابعة تحدث وكيل جامعة "الفيصل" الدكتور رونالد بولبوليان عن أن المملكة "شرعت حاليا في مشروع طموح للغاية لبناء القدرات التعليمية، من أجل استبدال أو تنويع الاقتصاد القائم على البترول وتلبية مطالب القرن الواحد والعشرين اقتصاد المعرفة، حيث خصصت كامل ربع ميزانيتها السنوية في عام 2009 لتحقيق هذا الهدف التعليمي".
وفي اتجاه قريب من مصب ورقة بولبوليان ناقش الباحث الأمريكي الدكتور ديفيد هوريجان (مدير مركز التميز والتسويق في جامعة ل.ر.ج للعلوم التطبيقية، سويسرا) علاقة التعليم بالاقتصاد . كما قدم مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديريس ورقة عمل بعنوان "تطبيق إدارة الجودة الشاملة في تنمية الموارد البشرية في قطاع التعليم" ، وفي رؤية علمية لدور المتقاعدين في تعزيز مفهوم التنمية البشرية قدم رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين الفريق متقاعد عبدالعزيز هنيدي ورقة بعنوان "المتقاعدون كمصدر للطاقة البشرية" أهمية (الاستفادة القصوى من خبرات المتقاعدين فهم ثروة وطنية هائلة بلغ عددها 650 ألف شخص من القطاعين العام والخاص.واختتم أوراق العمل والنقاشات بحلقة نقاش عن التوظيف أدارها الدكتور علي شراب وشارك فيها وكيل وزارة العمل الدكتور مفرج الحقباني ومدير إدارة التدريب بصندوق تنمية الموارد البشرية الدكتور محمد عبدالحافظ وعضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن الهيجان والدكتورة عاشة نتو والشاب سعد المالكي والشابة صالحة عطا. ح يث دار النقاش حول واقع التوظيف ومعوقات توظيف السعوديين، حيث تحدثت نتو عن أن من معوقات توظيف السعوديات في القطاع الخاص أن الرواتب التي لا تتجاوز 3 آلاف ريال لا تتجاوز المواصلات والهاتف بحكم أن المرأة لا تقود السيارة. أما الهيجان فأكد على أهمية تعليم طالبي العمل إعداد السيرة الذاتية الصحيحة والوصف الوظيفي المناسب لمؤهلاتهم. أما محمد عبدالحافظ فتحدث عن أن سوق العمل مفتوح ويحتاج إلى تأهيل جيد. أما الشابة صالحة عطا فلخصت تجربتها مع عدم الحصول على وظيفة في عدة رؤى ومطالبات منها القيام بحملة وطنية شاملة لتوعية الممانعين لعمل المرأة بأهميته الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى حث القطاع الخاص على توظيف المرأة بشكل أكبر مما هو موجود، وإتاحة كافة الفرص لتوظيف المرأة في كافة القطاعات أسوة بالرجل مع ضمان خصوصيتها.