في جملة العنوان بعاليه يرى الزميل، طارق الحميد، رئيس تحرير الشرق الأوسط أن إصدار السلطات الأمنية للقائمة الأخيرة من مطلوبيها الأمنيين يدل على شفافية واضحة في تعامل السعودية مع ظاهرة الإرهاب في الوقت الذي قد يتستر فيه البعض على رعاياهم المضبوطين في هذه الظاهرة. الشفافية التي تحدث عنها طارق الحميد صحيحة جدا، ولكن أكثر من ذلك أن نعتمد مبدأ المكاشفة. لماذا نترك السلطات الأمنية وحدها في الميدان دون أن نتكاتف معها بطرح الأسئلة الجوهرية؟

لماذا، أو ما هو السبب الذي يجبر سلطاتنا الأمنية على ملء هذه القوائم بالأسماء وما هو الفارق بيننا وبين الإمارات أو قطر أو البحرين رغم أننا ذات المجتمع وذات الصبغة والهوية؟ لماذا لم يجدوا أنفسهم في حاجة لملء مثل قوائمنا الأمنية؟ الجواب: نعم نحن أصدرنا آخر 47 اسما مطلوبا مطاردا ولكننا نعرف جيدا أن وراءهم على الأقل 47 محرضا ومجندا مثلما هم وراء كل القوائم الخمس السابقة؟ والحق الذي يجب ألا نهرب منه أن لدينا كثافة في تعداد الأسماء والقوائم لا يمكن أن نقارنها بغيرنا، فما هو السبب؟ السبب لأن لدينا كثافة هائلة في الخطاب ولا يوجد ضبط أو رقابة في مقابل ما تستحقه هذه الكثافة. نحن نتباهى بأن لدينا مليوني منشط توعوي في العام الواحد دون أن نقرأ النتائج. أخطر المطلوبين على القائمة الأخيرة كان يحاضر بلا رقيب في نشاطات الدعوة والإرشاد ويبث أفكاره على المحتشدين في العلن. أباطرة التنظير الثلاثة الأشهر كانوا أساتذة جامعة. وبدلاً من أن نشكر أنفسنا لأننا نصدر هذه القوائم بكل الشفافية فإن علينا أن نسأل ذات أنفسنا: لماذا هذه الكثافة في الأسماء والقوائم؟ وكيف وصلنا إلى أن نكون هذا الرقم الأصعب؟ لماذا نحن مختلفون عن كل ما سوانا؟ ولماذا كان هؤلاء مختلفين عما نحن فيه؟