تشارك 38 أسرة منتجة في مهرجان أمانة الرياض للتراث والأسر المنتجة، معظمها من الرياض والأحساء، منهم 14 حرفيا و17 أسرة تصنع الأكلات الشعبية. وقد هيأت أمانة الرياض المكان ووفرت الخدمات التي يحتاجها العارض والزائر، وسلمت المواقع جاهزة للعارضين.

والمهرجان عمل ثقافي تراثي مبسط لكنه جميل في فكرته، متميز في مكان تنفيذه، رائع في أسلوب عرضه للناس، وصولا إلى توقيت تنفيذه، والذي انطلق الخميس الماضي في موقع بجانب ممر المشاة بطريق أبو بكر الصديق شمالي الرياض، وكان مقررا أن يبدأ الاثنين الماضي غير أن تقلبات الأحوال الجوية في العاصمة وهطول الأمطار بغزارة منتصف الأسبوع دفعا المنظمين إلى تأجيل التدشين إلى الخميس حيث حظي في أول أيامه بحضور جماهيري لم يتمكن معه بائع الخبز الحساوي من تلبية كافة طلبات الناس الذين حضروا في أول يوم.

وعندما تتجول في أركان مهرجان أمانة الرياض للتراث والأسر المنتجة تعود بك الذاكرة إلى أيام الديرة والقرية والبساطة التي كانت تحيط بتفصيلات الحياة في زمن ليس ببعيد، مع تسارع عجلة تطور هذا المجتمع، فما يعرض ويقدم يعرفه معظم الزائرين، ذلك أن كثيرا منهم كان شاهدا على كثير من جزئيات الحياة في زمن ليس من يومنا ببعيد.

ومن خبز الحساء البلدي، إلى صناعة الأقفاص والأواني النحاسية، إلى حياكة وخبن البشوت، إلى خياطة ملابس البنات والنساء من الأمهات والجدات، لكنك حتما ستتوقف عند بائع الآيسكريم القديم الذي كان يعمل من شراب التوت ويوضع في أكياس بلاستيكية ويجمد في الفريزر قبل تلذذ الأطفال والناشئة به، تنتقل بعده لبائعة الحنيني والمرقوق والمطازيز والقرصان متذوقا تلكم الأكلات التي ما زال الطلب عليها مرتفعا في مناسباتنا العامة والخاصة.

وفي جانب آخر يتوقف الزائر عند أجنحة لبعض الجمعيات الحرفية القائمة على عمل نسوة قررن ألا يخلدن للراحة بل طورن مهن الأمهات والجدات بأسلوب عصري ليتسنى لهن تقديمها بطرق عصرية تناسب مثل هذه المهرجانات سريعة الإيقاع، كما تجد الأسر فسحة للتوقف عند خيام تعرض فيها الصقور وبعض المحنطات من الحيوانات والإشارة إلى البيئات التي كانت تعيش فيها هذه المحنطات، في حين تقدم فرقة أطفال أناشيد وعروضا يشارك فيها الأطفال وسط المهرجان.

ويعتقد مدير عام الخدمات الاجتماعية بأمانة منطقة الرياض المشرف على مهرجان الأمانة للتراث والأسر المنتجة المهندس بدر بن عبيد البديوي أن هذا المهرجان لن يكون الأخير، مقررا "ما رأيناه من شغف الناس بالتراث منذ أول يوم سيدفعنا للتفكير جديا في أن يكون هذا المهرجان على أجندة فعاليات الأمانة سنويا".

وأضاف أن المشاركين في المهرجان من الرياض ومن الأحساء، وأن الأمانة وجهت الدعوة لكل حرفي وصاحب مهنة تراثية يريد المشاركة من أي منطقة، لكن يبدو أن تزامنه مع وقت الدراسة حال دون مشاركة حرفيين من مناطق أخرى.

وأضاف أن 38 أسرة منتجة تشارك في هذا المهرجان معظمها من الرياض والأحساء، منهم 14 حرفيا و17 أسرة تصنع الأكلات الشعبية. وقال إن الخدمات التي قدمت للعارضين القادمين من خارج الرياض كثيرة ومنها إقامتهم في شقق مفروشة مستأجرة لهم، وهناك متعهد للاعتناء بهم وإيصالهم من وإلى موقع المهرجان، وكذلك نقل المواد التي أحضروها معهم وسيعودون بما يزيد منها بعد نهاية المهرجان.

وأشار البديوي إلى أن أمانة الرياض دعمت إقامة مثل هذا المهرجان ليكون متنفسا جديدا لسكان العاصمة وهو أيضا دعم وتشجيع للأسر المنتجة لكي يتعرف الناس والأجيال على ما تنتجه هذه الأسر، دون أن نشترط على هذه الأسر سعرا معينا للبيع فقط، بل كل ما وضعناه هو الاشتراطات الصحية للمنتجات، وهي اشتراطات مبسطة هدفها صحة الناس جميعا.