«فن اللامبالاة لعيش حياة تخالف المألوف» كتاب جميل بحق، استطاع مؤلفه مارك مانسون تبسيط معنى الحياة بأسلوب مشوق، معتمداً على عدة محاور، وخلاصة المضمون تتركز على تحمل المسؤولية حين الخطأ، بعيداً عن لوم الآخرين وتحميلهم الأسباب، وأنك من تقرر التفكير للعيش بهدوء، وكل هذا سهل جداً بعدم الاستسلام، والسير من جديد، لافتاً إلى نقطة مهمة وهي أنه «كلما كان الإنسان لديه ارتباط روحي وثقافي، بإمكانه البقاء قوياً».
كذلك لا يمكن للنجاح أن يتحقق إلا بأن تعترف بأخطائك، وأن تسعى نحو الحل السريع والجذري ولو على مراحل، مؤكدا الاستعداد لاكتشاف مواطن الخلل ومن ساهم فيها. ولربما يلفت الكاتب نحو التربية والمجتمع والإعلام التي لها دور كبير في صناعة العقل الجمعي. ويطرح أن قوة الإنسان تكمن في قول لا، ومتى تقال، وفي أي مكان، فقيمتك الاجتماعية والثقافية مرتبطة بين قوسين بهذه الكلمة البسيطة الكبيرة في المعنى والمحتوى، فكم منا أصبح لعبة وموضع سخرية عندما يسقط في فخ المجاملات والعطايا المكبلة بسقوط الكرامة وماء الوجه.
يصل مارك في نهاية الأمر إلى أن وجودك في هذه الدنيا ليس إلا لوقت وترحل، وعلينا أن نحسب الثواني والدقائق والساعات في صناعة الأمل والحب والسلام في نفوسنا، بعيداً عن الخصام والصدام الذي لن يولد لنا إلا التعب والتوتر والشقاء. ويختتم بالقول: السعادة في حل المشاكل، وليست في عدم وجودها بحياتنا، يميل الناس إلى إنكار مشاكلهم وإلقاء اللوم على الآخرين، لأن ذلك مهرب سهل يبعث على الراحة النفسية. روح الاعتراف بالخطأ عصية على الكثير منا على الرغم من أننا نتشدق بالتدين ليل نهار، ولكن الواقع يقول إننا متوحشون.