أعلن مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمس إعادة بعض الوحدات الميدانية التي شاركت في تطهير الحد الجنوبي من المتسللين إلى مناطقها، حيث ستكون هذه الوحدات على أتم الاستعداد متى ما طلب منها العودة إلى مواقعها مرة أخرى.
وقال الأمير خالد بن سلطان مخاطباً ضباط وأفراد مجموعة لواء الملك عبدالله الثامن عشر وعددا من الوحدات العسكرية بجازان أمس "أشكركم على المجهود المخلص والأداء المتميز والعمل الصامت الدؤوب الذي قمتم به من قبل وأثناء وبعد العمليات الحربية التي أدت وبفضل من الله إلى استتباب الأمن في كل المواقع في حدودنا الجنوبية الغالية، ومع الإيمان الصادق بالله والعزيمة الصادقة التي لا تعرف الكلل أو الملل، وبهمتكم أيها الرجال الصادقون المخلصون أمكن لهذه القوة الفتية أن تحقق مهمتها على أكمل وجه مشاركة في صناعة النصر".
وأضاف "لقد ابتهج الجميع بهذا النصر الذي حققتموه، بعد توفيق الله والذي أثلج صدور جميع مواطنيكم، ويا له من يوم أغر سطر فيه التاريخ يوما مشهوداً لقواتنا المسلحة الغالية وأنتم منهم، وقفتم بقلب رجل واحد ويد واحدة، الإيمان يغمر قلوبكم، والعزيمة الصادقة تسطر محياكم وجباهكم".
وقال مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية "مهما طال الزمان أو قصر سيظل عطاؤكم وتضحياتكم وأداؤكم لا ينسى، ومحل تقدير واحترام كل مواطن على أرضنا الطيبة الذين يدركون أن المقاتل لا بد أن يواجه المشقة والتعب والخطر، وأنه يضحي بنفسه من أجل الآخرين الذين هم أهله، وأبناء عمومته وأبناء وطنه، ولن يغفل الجميع عن الدور العظيم الذي قمتم به لتحرير حدودنا الجنوبية".
وأضاف قائلاً "اعلموا بأن القيادة العليا وفي مقدمتها القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران المفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لا يساورهما أي شك بأنكم أهل للثقة، محبون لوطنكم، مخلصون في عملكم، متفانون في القيام بواجباتكم، واثقون في أنفسكم، وبقيادتكم في الميدان، وبتوفر هذه المعطيات فمن المؤكد بأنكم الرجال الذين يعتمد عليهم بعد الله في حماية هذا الشريط الحدودي المهم، فهنيئاً للجميع بكم وهنيئاً لقواتنا المسلحة بالثقة الغالية والرعاية الكريمة من قائدها الأعلى وسمو ولي عهده الأمين".
عقب ذلك، أجاب الأمير خالد بن سلطان على أسئلة الصحفيين. ففي رده على سؤال عن إعادة بعض الوحدات إلى مناطقها، قال الأمير خالد: هناك تقييم للموقف العسكري، والتقييم أول مهمة فيه هي التأكد من وجود الحماية الكافية والرادعة لأي مهمة تطلب منها، ومن هذا المنطلق هناك فرق بين تطويقهم في مناطقهم والدفاع عن المناطق نفسها. ولهذا يجب أن يعرف الجميع أن هناك وحدات متكاملة سوف تعود إلى مناطقها ولكن في الوقت نفسه سوف تكون هناك قوة قادرة للمواجهة والردع، وفي حالة لو فكر أي أحد بالتسلل سوف تكون ضرباتنا أقوى، وكل هذا في الحسبان لأننا دائماً في الخطط العسكرية نأخذ كل المواقف الممكن تحملها أو مواجهتها ونأخذ في اعتبارنا أسوأ الاحتمالات. ولهذا أبشر القوات الموجودة في منطقة جازان بأنه ستعاد وحدات متكاملة لمناطقها، وفي الوقت نفسه سوف تكون هناك جاهزية لدعم حرس الحدود الذي سوف يتمركز في مواقعه التي تعود العمل فيها.
وعن نية المملكة الحصول على صفقات من الأسلحة، قال: التعليقات والتقولات كثيرة وكل ما أحب أن أؤكده هو أن خادم الحرمين الشريفين لم ولن يتوانى جهدا في إعطاء القوات المسلحة كل ما تحتاجه للذود عن الحدود وفي الوقت نفسه التوجيهات والإشراف المباشر من قبل سمو ولي العهد، والتأكد مني شخصيا والمسؤولين بالقوات المسلحة كافة دائما أن الجاهزية موجودة وأن الاحتياجات متوفرة. ولهذا سوف تكون الجاهزية والتسليح أكثر والدروس المستفادة التي أخذناها ستكون أقوى في المستقبل.
وحول عودة المتسللين لبعض القرى داخل الحدود اليمنية، قال الأمير خالد بن سلطان: قلت لكم إنهم أعيدوا إلى حدودها وهذا بفضل الله تعالى ثم بفضل القوة الرادعة التي أجبرتهم على الرجوع وأي شيء يحدث داخل اليمن هذا شأن داخلي وما نحن إلا مؤيدون دائما لليمن الشقيق وحكومته، وإن شاء الله تنهى الأمور بالطريقة التي تنعش الشعب اليمني الشقيق. أما من يتخيل أو يفكر في تواجده بالمملكة ولو لشبر واحد فسوف يرجع بالإرغام، ويجب أن يفكروا مئة مرة قبل أن يعودوا.
وأوضح الأمير خالد بن سلطان أن الإدارة المتخصصة لرعاية أسر الشهداء وذويهم التي أنشئت ستعنى بكل شهداء القوات المسلحة سواء الذين استشهدوا في الأحداث الأخيرة على حدودنا الجنوبية أو في حرب تحرير الكويت أو في الدفاع والذود عن الحرم المكي الشريف أو في حرب فلسطين في سوريا والأردن. وقال: لن تكون العناية بهم مؤقتة أو حالية بل ستكون مستمرة لمعرفة أحوالهم ومحاولة إصلاح أحوالهم لأنه فخر لنا ولكل الشعب السعودي أن يكون مساندا لهذه العوائل، وأنا متأكد أن الدعم سيكون أكثر حتى من القطاع الخاص.
وعن استكمال منظومة مواقع القوات المسلحة على الشريط الحدودي، قال: الآن أعيد الأمر كما كان في السابق، ويتولى حرس الحدود مهامه في كل المراكز الموجودة له، وتأكدوا أن سمو النائب الثاني وزير الداخلية لا يألو جهدا لتعزيز مراكز ووحدات حرس الحدود، والقوات المسلحة سوف تتواجد وبكثرة، وستتعامل في أي وقت يبدأ فيه التسلل بصفة أكبر من قدرة حرس الحدود.
وأفاد مساعد وزير الدفاع بأن القوات المسلحة تقوم بتدريب مستمر متواصل والتكثيف في التدريب عمل به من ست سنوات، والتدريب سنويا وكل شهر وكل أسبوع وعلى كل المستويات مستوى السرية والفرقة والقوات المسلحة المشتركة سواء كانت بحرية أو جوية أو دفاعا جويا أو قوات برية.