تتنوع إستراتيجيات التعليم والتدريب التي يستخدمها المعلمون ، بحيث يتم استخدام الإستراتيجية المناسبة عند التعليم أو التدريب بناء على الموضوع المراد شرحه ، وأيضا بناء على الإمكانات المتوافرة لتحقيق أهداف الدرس أو البرنامج التدريبي كما ينبغي.
وتُعد إستراتيجية أسلوب المجاز من أهم وأكثر الإستراتيجيات استخداما في مجالي التعليم والتدريب، لماذا؟.
لأن أسلوب المجاز يمتاز بأنه يؤدي لإيصال المعلومة من العقل الواعي لدى المُتلقي إلى العقل اللاواعي، وهذه في حد ذاتها خطوة يصعب تحقيقها بالإستراتيجيات الأخرى، إذ قد تتطلب من المعلمين والمعلمات أو المدربين والمدربات بذل مزيد من الجهد العقلي والبدني لإيصال المعلومة كما ينبغي ليستوعبها المتلقي ويستفيد منها.
ويتميز أسلوب المجاز عن غيره من الأساليب بما يأتي:
أولا: التأثير على عاطفة ووجدان المُتلقي.
ثانيا: سهولة إقناع المُتلقي من خلال التفكير.
ثالثا: الوصول إلى المهارات والنتائج عن طريق المُتلقي نفسه.
رابعا: شد انتباه المُتلقي وتحفيزه على فعل السلوك المُراد تحقيقه.
خامسا: تسجيل المعلومات والأفكار والمهارات في الذاكرة البعيدة لدى المُتلقي.
وينقسم أسلوب المجاز إلى طريقتين هما:
أولا ـ القصة: وهي التي توجه للمشاعر والوجدان، وتعود فكرتها إلى أن يتم طرح قصة تؤدي بالمستمع للانتقال إلى مسرح الأحداث فينصت ويترقب النتائج التي تؤثر على الوجدان إلى أن تصل لعقله اللاواعي.
وقد استخدمت القصص في القرآن الكريم والسنة النبوية بكثرة، ومن ذلك: قوله تبارك وتعالى: «فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»، وحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في الرِفق بالحيوان الذي قال فيه: (بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش، فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟ قال: في كل كبد رطبة أجر).
والقصص في القرآن الكريم تُصنف إلى ثلاثة أنواع وهي:
1 - قصص الأنبياء: وقد تضمنت دعوة قومهم لعبادة الله وحده لا شريك له، والمعجزات التي أيدهم الله بها، ومراحل الدعوة وتطورها، وعاقبة المؤمنين والمكذبين، وغيرهم، مثل: قصة نوح عليه السلام، وقصة إبراهيم عليه السلام... إلخ.
2 - قصص تتعلق بحوادث عابرة: كقصة أهل الكهف، وقصة مريم عليها السلام، وقصة أصحاب الفيل... إلخ.
3 - قصص تتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كغزوة بدر، وغزوة أُحد، والهجرة، والإسراء... إلخ.
ثانيا ـ ضرب المثل: وهي التي توجه للعقل، وتعود فكرته إلى أن يتم طرح مثلا لمعنى قريب (محسوس) تستحضره العقول للوصول إلى معنى بعيد (مجرد) لا تستحضره العقول.
وقد استخدم ضرب المثل في القرآن الكريم والسنة النبوية بكثرة أيضا، ومن ذلك قوله تبارك وتعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
لذا آمل من المعلمين والمعلمات ربط شرح الدروس للطلاب والطالبات بأسلوب المجاز (والذي يعتمد على القصة والمثل)، لما له من تأثير إيجابي عليهم كما تم ذكره آنفا، فالطلاب والطالبات بحاجة إلى التشويق للمنهج الدراسي الذي يتصف بكثرة صفحاته ومواضيعه ومسائله... إلخ، مما يجعل بعض الطلاب والطالبات يشعرون أثناء الاختبارات النهائية بأنهم تائهون ومصدومون من كثافة المنهج الدراسي، كما أن الطلاب والطالبات بحاجة إلى التنويع في إستراتيجيات التدريس لتحقيق أهداف الدرس وإفادة الطلاب والطالبات بدلا من استخدام إستراتيجيات تقليدية مثل: الإلقاء.