نشرت "الوطن" في 29/ 12/ 2010 خبرا عن وفد سياحي أوروبي زار آثار محافظة المجمعة، وتمت الزيارة ـ كما جاء في الخبر ـ بشكل سري، أما لماذا بشكل سري فقد أجاب مدير مكتب الآثار في المجمعة فهد الربيعة بأنه الخوف من "المضايقات التي يتلقاها وكثرة الاتصالات بسبب قدوم نساء بلا محارم، مشيراً إلى أنه تلقى هجوماً عنيفاً قبل فترة في اجتماع عقد بمقر المحافظة بعد مهرجان المجمعة بسبب وجود عائلات في المهرجان". وبعد انتهاء الزيارة قام المكتب بتوزيع الخبر على الصحف مرفقا بصور الوفد الزائر إلا أن وجوه النساء في الصور كانت مطموسة مع أنهن كن ملتزمات باللباس الأسود الطويل كما نراهن في شوارع مدننا بشكل يومي، ولماذا مطموسة؟. يجيب مدير المكتب بأنه قام بطمسها حرصا "على عدم إثارة غضب البعض". إن كان الأخ فهد الربيعة يقصد بالمضايقات المعاكسات وأنه خشي عليهن من تعرض شبابنا لهن وإيذائهن فهذا يعني أن بلادنا لا تصلح للسياحة نهائيا، ولا أعتقد أن مستوى أخلاقنا وصل لهذه الدرجة من السفاهة، أما إن كان يقصد بالمضايقات ما يفعله بعض مدعي الاحتساب فهؤلاء يمكن إقناعهم بأنه لا يوجد نظام يلزم الأجنبيات القادمات للسعودية بالمحرم.

أما طمس وجوه النساء في الصور فتبريره بالحرص على عدم إثارة البعض تبرير غير مقبول إطلاقا.

إني أقدر شجاعة الأخ فهد وأتفهم الظروف التي يعمل فيها لكن ليس إلى هذه الدرجة من الحرص، فصورهن تملأ الصحف وشاشات التلفزيون ونراهن كل يوم في شوارعنا، وأرى أنَّ من واجب الجهات الحكومية في المحافظة وواجب الهيئة العامة للسياحة أن تقف مع الأخ فهد ومكتبه ولا تتركه وحده يواجه المضايقات وغضب البعض.

وجه المرأة مأزق على أكثر من صعيد تنموي وليس على صعيد السياحة فقط، وهو مأزق نفسي أكثر منه مأزقا موضوعيا.

مأزق وهمي كبير، وطمسه بالقلم أو بالقماش ليس إلا مساعدة في تعميق مأزق الوهم.