قالت ألمانيا، أمس، إن روسيا «أبطلت فعليا» معاهدة خفض الصواريخ النووية المتوسطة المدى «آي إن إف» التي تعود إلى مرحلة الحرب الباردة وتستعد الولايات المتحدة للانسحاب منها وسط قلق أوروبي من احتمال تجدد سباق التسلح.
وتقترب مهلة حددتها الولايات المتحدة لروسيا لإعادة التزامها بالمعاهدة اليوم، وتقول عواصم غربية إن منظومة روسية جديدة للصواريخ المتوسطة المدى، تنتهك بنود معاهدة 1987 وتعرض مدنا أوروبية للخطر.
وأوضح وزير الخارجية الألمانية الذي قام بزيارات مكوكية بين موسكو وواشنطن في الأسابيع الماضية سعيا لإنقاذ المعاهدة، إن روسيا لا تزال تنتهك المعاهدة.
وقال قبيل محادثات مع نظرائه في دول الاتحاد الأوروبي في بوخارست: «تجدر الإشارة إلى أن معاهدة «آي إن إف» تم خرقها من الجانب الروسي والدعوات في الأيام الستين الماضية لمزيد من الشفافية والمعلومات، لم تتمخض عن أي شيء».
وأضاف ماس أن «معاهدة تنتمي لها دولتان موقعتان وخرق أحدهما بنودها، أُبطلت فعليا».
سباق تسلح
وتحظر المعاهدة التي وقعها الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريجان والزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشيف، الصواريخ التي تطلق من البر ويبلغ مداها بين 500 و5500 كلم، ووضعت حدا لنشر رؤوس حربية في أوروبا.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من سباق تسلح جديد في حال انهيار المعاهدة، وهو احتمال أثار قلق عدد من الدول الأوروبية.
وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو: إن التاريخ علم بلاده «درسا في غاية الوضوح يفيد بأنه في أي نزاع بين الشرق والغرب، نحن في وسط أوروبا نخسر دائما».
وتابع: «نحن في المجر، لا أعتقد أن لدينا الكثير من التأثير في هذه المسألة. لا يمكننا سوى أن نأمل بتعاون أكثر براغماتية بين الشرق والغرب».
6 أشهر للانسحاب
كان بومبيو قد أعلن في ديسمبر الماضي أن الولايات المتحدة ستبدأ عملية انسحاب تستغرق ستة أشهر من المعاهدة اعتبارا من الثاني من فبراير، إلا إذا سحبت روسيا منظومتها الصاروخية الأرضية الجديدة «9ام729».
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ: إن القادة العسكريين سيبدأون الاستعداد «لعالم من دون معاهدة آي إن إف» لكنه أكد في نفس الوقت التزام الحلف بخفض الأسلحة.