انطلاقا من الحوار الشفاف الذي أجراه الزميل العزيز صالح الشيحي يوم السبت الماضي في صحيفة الوطن مع الإنسان الراقي معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عـبد العزيز خوجة يأتي حرصي على كتابة هذا المقال؛ فمن الموجع أن يصل حال الثقافة المحلية وصناعتها إعلاميا إلى أن يتصدى للعمل فيها من يملؤه الفراغ ليُمارس النميمة والوصولية والاستغلال لترويج نفسه مع إلغاء الآخرين.


ما دعاني لهذا الحديث؛ شكوى بتُ أسمعها مرارا وتكرارا بسبب مذيعة "عربية" محسوبة على الشعر؛ وتعمل في قناة الثقافية بمسمى "مستشارة ثقافية" كما تُعرف بنفسها؛ وأستغربُ مسماها في ظلّ وجود مثقفات سعوديات قديرات ومثقفين أيضا؛ وهذه شكوى عدد غير قليل من المثقفات؛ وبعض الشباب والشابات السعوديين يعملون معها في القناة؛ حيث تحاول التضييق على عملهم وتعكيره؛ لتحتكر التواجد؛ لمعرفتها بضعفها المهني الذي يدفعها لإزاحة من يهدد مكانها؛ ولا يسعني إلا نقل شكوى هؤلاء؛ وخاصة الشابات السعوديات لأنهن يستحققن فرصتهن التلفزيونية في ظل البطالة وقلة الفرص؛ وكما أخبرتني شابة مثقفة مُراسلة في تلفزيون جدة؛ أن"المستشارة" تتجاهلها وتُقصي ظهورها العملي بتقاريرها الثقافية في برنامجها اليومي؛ رغم اتصالها المستمر للتنسيق معها دون أن ترد عليها؛ وبعض الشباب ممن يعملون معها تُضيق عليهم؛ وأخبرني أحدهم أنها تعدّت على عمله مرّة كي تحرجه في برنامجه؛ ثم اشتكته افتراء؛ مستغلة "مسماها" ومكانتها في القناة.


والمشكلة المكشوفة بين المثقفين؛ استغلالها لعملها الواضح منذ العام الماضي في تحقيق مجاملات ثقافية لتعزيز اسمها أدبيا؛ فبعض الأندية تستضيفها كشاعرة ليحصلوا على فرصة استضافة تلفزيونية؛ ما أفقد البرنامج الثقافي جدّيته في ظلّ مهنية ضعيفة؛ يطغى عليها تملق سطحت معه ضيوفها المحسوبين على ثقافتنا الثرية؛ ووصل استغلالها أن حاولت طباعة كتاب لها في أحد الأندية الأدبية المحترمة؛ ولأنه رفض مجاملتها في نشره لعدم ارتقائه للطبع؛ وهو ما لم تتوقعه بسبب ما تعودت عليه؛ اتهمت النادي بالعنصرية؛ وقالت: "لم يطبعوه لأني غير سعودية"؛ وهو غير صحيح بالمرة؛ فالأندية الأدبية بعيدة عن هذا الاتهام ومطبوعاتهم وأنشطتهم التي باتت هي أبرز من تشارك فيها دليل على ذلك.


ما زاد من الأمر "طينا"بسبب استغلالها لعملها التلفزيوني لتأخذ مكان غيرها من المبدعات السعوديات رغم ضعف إمكاناتها الأدبية والتي يتحدث عنها معظم المثقفين؛ فإن المثقفات السعوديات ممن حفرن في الصخر سنوات طويلة؛ في ظروف صعبة قبليا واجتماعيا؛ وانتظرن التقدير لكفاحهن؛ وحين أتت الفرصة لهن اليوم في الملتقيات والمؤتمرات للقاء بشخصيات اعتبارية قديرة؛ باتت تزاحمهن وتأخذ مكانهن أحيانا كما حصل في معرض الكتاب هذا العام؛ دون أن تحترم الأكبر سنا والأغزر إنجازا؛ لتحصل على صور صحفية تنشر تحت عنوان "المثقفة السعودية" والتي تقف جانبا أو خلفها في ذات الصورة؛ مستغلة أدبهن بعدم منعها؛ واللقاء الذي نظمه نادي تبوك الأدبي مؤخرا شاهد؛ حتى أخبرتني إحدى المشاركات القديرات أن هذه المذيعة "لم تحترم وجود مثقفة ذات قيمة وإنجاز وتقدمتها دون خجل" فيما آخر يقول"كانت تتحدث عن نفسها في كل مكان لتحتكر الاهتمام دون المثقفات السعوديات".