أفادت مصادر مطلعة أن أهالي بلدة شيلادزي العراقية في محافظة دهوك هاجموا، أمس، معسكرا للقوات التركية واستولوا عليه قبل أن يحرقوا محتوياته عقب فرار الجنود الأتراك. وأوضحت المصادر أن هجوم الأهالي جاء اعتراضا على الغارات التركية والقصف المدفعي على الأراضي العراقية، وآخرها الغارة التي وقعت مساء أول من أمس، والتي أسفرت عن مقتل أربعة من سكان إحدى القرى.وتتبع ناحية شيلادزي قضاء العمادية في إقليم كردستان، وقد قامت تركيا بإخلاء 85 قرية من سكانها بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني.

 قتل السكان

قال مسؤولون محليون بالقرية، إنه بسبب القصف الجوي التركي المتكرر يتعرض سكان الناحية للموت والقتل، فضلا عن الخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بمناطقهم.

يذكر أن المعسكر التركي موجود هناك منذ عام 1997 عندما دخلت القوات التركية إقليم كردستان، بحجة الفصل بين قوات الحزب الديمقراطي وقوات الاتحاد الوطني على خلفية الاقتتال الداخلي بين الحزبين الحاكمين في الإقليم.

كما تجدر الإشارة إلى أن تركيا لديها نحو ألفي جندي في معسكر بعشيقة شمالي العراق، جاؤوا في 2015 بناء على طلب رئيس إقليم كردستان العراق آنذاك مسعود بارزاني لتدريب القوات المحلية.



اتفاق أضنة

من جانبه، أكد النظام السوري، أمس، رفضه لحديث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن اتفاقية أضنة بين دمشق وأنقرة، وقالت دمشق، السبت: إن أنقرة قد انتهكت تلك الاتفاقية بسبب دعمها لـ»الجماعات الإرهابية».

وكان إردوغان قد ذكر، أول من أمس، أن اتفاق أضنة يسمح لتركيا بدخول الأراضي السورية عندما تواجه تهديدات، في مسعى لاستغلال الاتفاقية من أجل محاربة مقاتلي وحدات الحماية الكردية في سورية. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية التابعة للنظام: إن دمشق «تؤكد التزامها باتفاقية أضنة والاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب بأشكاله كافة والموقعة بين البلدين».



دعم الإرهابيين

وأضاف المصدر: «إلا أن النظام التركي ومنذ عام 2011 كان ولا يزال يخرق هذا الاتفاق عبر دعم الإرهاب وتمويله وتدريبه وتسهيل مروره إلى سورية أو عبر احتلال أراض سورية من خلال المنظمات الإرهابية التابعة له أو عبر القوات المسلحة العسكرية التركية بشكل مباشر». وتابع: «وبالتالي فإن دمشق تؤكد أن أي تفعيل لهذا الاتفاق يتم عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين كما كانت، وأن يلتزم النظام التركي بالاتفاق ويتوقف عن دعمه وتمويله وتسليحه وتدريبه للإرهابيين وأن يسحب قواته العسكرية من المناطق السورية التي يحتلها وذلك حتى يتمكن البلدان من تفعيل هذا الاتفاق الذي يضمن أمن وسلامة الحدود لكليهما». وبحسب «اتفاقية أضنة» تلتزم كل من سورية وتركيا بمنع الجماعات الإرهابية من الدخول إلى أراضي البلدين، بينما يسمح للجيش التركي بالدخول حتى عمق 5 كيلومترات لملاحقة الجماعات الإرهابية واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر.