بتأمل بسيط في قضية فتاة تايلاند، يستطيع أي شخص أن يضع يده على مواطن الضعف والخلل في سيناريو الهروب الضعيف، ويستطيع أن يكشف أن القضية ليست قضية هروب عادية، إنما قضية معدة مسبقا، وتم التخطيط لها، ولكن هذا التخطيط فشل، وانكشف منذ اللحظة الأولى، التي خرجت فيها تلك الفتاة مناشدة ومطالبة باللجوء إلى أحضان الموت والمجهول في أي دولة.

في لمح البصر انتشر الخبر، وتناقلته وكالات الأنباء العالمية، ولم يمر مرور الكرام، مع أن الآلاف من طلبات اللجوء كانت تقبل أو ترفض،

 ولا يتم تناولها إعلاميا، لكن أن يكون الأمر متعلقا بفتاة سعودية أو شأن سعودي، فهنا العالم يفتح أحضانه المليئة بالأشواك ليحتضن أبناء السعودية، الذين يدعي بعضهم أنهم معنَّفون أو مسلوبو الحقوق، كما يزعمون!.

ولعل أبرز وأجمل ما حمله لنا هروب «فتاة تايلاند» أنه كشف مستوى الوعي العالي الذي وصل إليه المجتمع السعودي، وكشف اللحمة والترابط بين أبنائه، وبيّن مواقفهم الجميلة ضد كل من يحاول أن يزعزع أركان مجتمعهم، أو يحاول العبث بقيمهم ومبادئهم. فما عادت تلك الانفعالات موجودة كما في السابق.

فاليوم، قبل الاندفاع والتفاعل، أصبحنا نبحث عن السبب ومسببه، وما الذي دفع فتاة في مقتبل العمر إلى أن تقوم بمثل هذا الفعل؟، ومن المسؤول عن كل ذلك؟ ليتم الوقوف على الأمر ومعالجته. فما عادت مثل هذه القضايا تطرب أبناء الوطن. ما يهمهم اليوم فقط هو الوطن ولا شيء غيره.