ظهرت فرضية النسبية اللغوية لدينا من سؤال، هل اللغة التي تتحدث بها تؤثر على طريقة تفكيرك؟ وكانت الإجابة على هذا السؤال تؤكد أن للتصنيفات اللغوية تأثير على المعرفة، وأن المعرفة اللغوية تستطيع أن تؤثر كذلك على الفهم.



مفهوم الفرضية



تعرف الفرضية النسبية اللغوية أنها القواعد النحوية أوالمفردات للغة معينة،التي تفرض على متحدثيها طريقة معينة للتفكير من حول العالم، والشكل الأقوى من الفرضية هي أن اللغة تحدد التفكير، ونجد أن معظم العلماء قد رفضوا هذا، ويأتي الشكل الأضعف من الفرضية وهو الاعتقاد الصحيح حاليا، أنه إذا كانت هناك لغة معينة تحتوي على مفردات مفهوم معين بينما لغة أخرى لا تحتوي عليها، حينها قد يحدث التحدث عن المفهوم بشكل أسهل.



اهتمام العلماء



اهتم العلماء بمعرفة إذا ما كان وجود مفردات مفهوم معين يؤثر على التفكير في نطاقات أخرى غير اللغة، مثل الإدراك البصري، ومثال ذلك كلمة «الأزرق» الروسية التي تحتوي على كلمتين Goluboy للون الأزرق الفاتح و Siniy للأزرق الغامق، في حين أن اللغة الإنجليزية تحتوي على كلمة واحدة للأزرق وهي Blue.



درجات الأزرق



قامت ليرا بوروديتسكي وزملاؤها بعرض درجتين من اللون الأزرق على شاشة الحاسوب وسألوا المتحدثين باللغة الروسية بأن يحددوا بأسرع شكل ممكن إذا ما كان اللونين الأزرقين مختلفين عن بعضهما البعض أم أنهما نفس الدرجة، حيث كان التمييز الأسرع عندما كان اللونين المعروضين Goluboy و Siniy، بدلا من درجتين من نفس اللون الأزرق الفاتح Goluboy أو درجتين من اللون الأزرق الغامق Siniy.


حيلة التجربة


قام الباحثون بإضافة الحيلة التالية: طلبوا من المشاركين الروسيين أن يقوموا بمهمة شفهية في نفس الوقت الذي يقومون فيه بالتمييز الإدراكي، هذا الوضع قلّل من ميزة وقت ردة الفعل للكلمتين Goluboy و Siniy، ولكن المهمة غير الشفهية (المهمة المكانية) بالإمكان أن يتم إتمامها في نفس الوقت الذي يتم فيه الحفاظ على ميزة الكلمتين.  وأشارت متغيرات المهمتين المزدوجتين إلى أن مهمة تمييز درجات الألوان كانت مسانّدة بالتنشيط الصامت للتصنيفات الشفهية، بينما المتحدثين باللغة الإنجليزية الذين تم اختبارهم في مهام التمييز لم تظهر عليهم ميزة تجارب اللون الأزرق الغامق والفاتح.





نتائج التجربة


 دعمت الفرضية أن التمييز اللغوي لكلمات الأزرق الروسية ساعدت المحفزات على دخولها مرحلة الإدراك الواعي، كما كان الفرق بين الأزرق الفاتح والأزرق الغامق، محفزا حصل على انتباه الدماغ أكثر من الفرق بين الأخضر الفاتح والغامق، والأمر المثير للاهتمام أكثر،أنه تم اكتشاف هذه النتائج كذلك في دراسة لمتحدثين باللغة اليونانية، حيث اللغة اليونانية تشابه الروسية في وجود مصطلحات ومفردات منفصلة للأزرق الفاتح والغامق.  وتعتبر الدراسة الحالية تقدم مهم في توثيق كيف أن للتصنيفات اللغوية تأثير على المعرفة، وتشير الاكتشافات الحالية إلى أن المعرفة اللغوية تستطيع أن تؤثر كذلك على الفهم، مما يناقض وجهة النظر التقليدية أن الفهم يعمل بشكل مستقل عن الجوانب الأخرى من الإدراك، بما في ذلك اللغة، وهذا الأكثر رؤيةً في حالة الأوهام البصرية، التي تكون عادةً منيعة أمام الأوهام.


 التحدث بلغات مختلفة يجعل من رؤية العالم شيئاً مختلفاً لدى متحدثيها المختلفين.

 اللغة تحدد التفكير حيث لا يرى المجتمع إلى العالم إلا من خلال لغته.

 اللغة تساعد التفكير وتساعد على نموه، وينطوي هذا الموقف على جانبين هما:

    01 التسليم بالنسبية اللغوية، أي أن المتكلمين باللغات المختلفة لديهم إدراكات وتصورات مختلفة عن العالم.

   02 الحتمية اللغوية، وتدعي أن بناء اللغة يضع قيوداً أو شروطا على تمثيلات اللغة.