سمعت سمو الرئيس العام لرعاية الشباب، الأمير سلطان بن فهد، على الأقل في قناتين وهو يؤكد بكل وضوح أنه يرحب بالنقد البناء الهادف وأن يستهدف هذا النقد كل شيء وهو يقول: ابدؤوا بي وبسمو نائبي لما فيه مصلحة الشباب والرياضة السعودية.
صاحب السمو: سأكون صادقاً واضحاً إن قلت إن المسافة بين مهزلة ألمانيا بالثمانية حتى ـ لكمة ـ سورية ما قبل البارحة ليست بأكثر من الخلل الإداري.
وسأكون صادقاً، سمو الأمير، وأنا أقول إنكم لم تغيروا شيئاً ممن حولكم من الأطقم الإدارية، ومن ذات الأوجه التي استمرأت مرحلة الهزيمة. يا صاحب السمو: لقد أثبتت كل التجارب أن المسألة قصور في التخطيط والإدارة ومن الخطأ الجسيم أن نظل في المربع الأول وفي وهم التبرير الفني. جربنا عشرات المدربين من قبل ولم نخرج من مربع الهزيمة، فلماذا لا نكسر هذا المربع؟ لماذا يا صاحب السمو لا نعترف بأن من حولك من الأسماء الإدارية لا تملك شيئاً جديداً لتعطيه؟ ولماذا ظلت نفس الأسماء ثابتة منذ أكثر من ثلث قرن؟ ماذا فعلت هذه الأسماء الثابتة وهي التي لم تبن ملعباً واحداً جديداً منذ عام 1407؟ ثلث قرن مضى تغيرت فيه كل ملامح الرياضة والشباب في البلدان من حولنا حتى كانت كل شهادات وبراهين نزالاتنا الأخيرة. لماذا يا صاحب السمو يتقاعد الموظف فيتحول إلى مستشار؟ لماذا يرأس شخص واحد لا يتغير منذ سنين كل أمانات اللجان الكروية والرياضية المختلفة وكأنه الولد الوحيد بهذا البلد؟ لماذا يبرهن المفلس على ـ التفليسة ـ ولكنه يظل كالأخطبوط في كل مكان؟ لماذا يخرج بنا ذات إداري المنتخب من مهزلة إلى ملطشة فنرمي بالقصور على من حوله ليبقى هو الثابت الذي لا يتغير؟ والثابت يا صاحب السمو، من ناصح أمين، أن القصة برمتها في الأسماء من حولك التي بقيت في مكانها وصرنا "نغيبها" تماماً مثل أوراق المناهج المدرسية. القصة يا صاحب السمو، هي الجرأة في التغيير. من الشجاعة أن نشكر كل طواقم الهزيمة وأن نودعها في حفلة تكريم، فالبلد مليء بمئات الأفكار والأفراد الذين يتمنون لك أن تنجح. طواقم الهزيمة لم تقدم للبلد منذ ربع قرن فكرة واحدة، ولم تبن ملعباً جديداً، لأنها نامت على مخدة التاريخ فيما الدنيا من حولنا تصنع المستقبل. القصة يا صاحب السمو هي في التغيير الجريء. القصة برمتها هي فيمن حولك.