مسفر الوادعي
في ظل التطور التقني العالمي وظهور ما يعرف بالهجمات الإلكترونية والسيبرانية وظهور عدد من المعرفات الوهمية على شبكات التواصل الاجتماعي، بهدف التعدي على الثوابت الشرعية، وتجنيد عدد من المأجورين للتشكيك في منطوق ومفهوم النصوص الشرعية، ومهاجمة الدول والتقليل من مقدراتها المادية والبشرية، وإيجاد الفجوة بين أفراد المجتمع تارة بالطائفية وتارة بالحزبية وتارة بالمناطقية، من خلال تجنيد سفهاء الأحلام وصغار السن.
ومن أبرز تلك النماذج الدولية السيئة في استهداف دول المنطقة فكريا وتقنيا، جمهورية العراء والعار إيران محور الشر وقلب الشيطان ورأس الفتنة، فعلى سبيل المثال خلال الفترة الماضية جندت ما لا يقل عن 30 ألف معرف إلكتروني على منصة تويتر للنيل من المنهج السلفي الصحيح واتهامه بالإرهاب وغيره، ومحاولة النيل والانتقاص من الدول الممثلة له كالمملكة العربية السعودية.
وفي ظل تزايد إقبال الشعب السعودي على استخدام منصات التواصل الاجتماعي، والذي تترجمه الإحصائيات الحديثة، فعلى سبيل المثال يوجد بالمملكة العربية السعودية أكثر من 25 مليون حساب على منصات التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك وواتساب وغيرها، كما يستخدم اليوم أكثر من 23 مليون نسمة لمنصة يوتيوب، وأكثر من 22 مليونا لمنصة فيسبوك، وأكثر من 17 مليونا لمنصة تويتر، من هنا برزت أهمية دور المؤسسات التعليمية بأشكالها الثلاثة التعليم الجامعي والعام والفني والتقني في صناعة الوعي الفكري السليم لدى أبنائنا وبناتنا، وتزويدهم بأدواته التي تؤهلهم للتمييز بين الحق والباطل، والنافع والضار، وبين العدو والصديق، كما ستجعلهم أكثر وعيا ونضجا في التعامل مع المستجدات العالمية والفكرية على مختلف الأصعدة.
وفي هذا الإطار حرصت جامعة الملك خالد ممثلة في وحدة التوعية الفكرية على صناعة الوعي الرقمي لدى أفراد المجتمع، من خلالها ملتقاها الفكري الأول (المواطنة الرقمية) توعية المجتمع بأسره خلال يومي 15-16/ 5/ 1440 بحضور الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وعدد من القيادات المجتمعية، والذي سيتميز بكونه ملتقى طلابيا يعرض فيه العديد من الطلاب والطالبات أوراقهم البحثية وتجاربهم التقنية، نفع الله بالجهود وبارك فيها.