أكد الدكتور فايز عبدالله الشهري أن مراحل الوصول إلى الفكر المتطرف تمر بتغييب العقل، واستدراج الشباب، وتتمثل العملية في الاستدراج إلى التيه الفكري، ثم ليّ النصوص، فالتشكيك في القيم، وهدم الرموز ثم إنشاء وبث الفكر البديل، مؤكدا أن كل من دخل وانتمى إلى جماعة تطرف يرى أنه على حق، متناولاً سياسات جماعة التطرف في إبقاء المتعاطفين واستقطاب الأعضاء الجدد.
واستعرض الدكتور الشهري في الأمسية الثقافية التي نظمها نادي الطائف الأدبي مساء أول من أمس، بعنوان "التحديات الفكرية على شبكة الإنترنت"، وأدارها الدكتور علي الحارثي، مراحل تطور الفكر الإنساني منذ العصور الأولى والتي قسمها إلى عدة عصور: العصر الزراعي، والعصر الصناعي، والعصر الإلكتروني، وعصر الوسائل، وعصر المعرفة.
وتناول الشهري المنجزات الاتصالية ودورها في الفكر الإنساني، وانتشار وسائل الاتصال، وخصائص ثقافة الإنترنت، وإبعادها، ولعبة الفكر في عصر المعلومات، وسلبيات ثقافة الإنترنت، وحدد أربعة عناصر للانحراف في عصر التقنيـة وهي: الدافـع، والهدف أو الضحية، والفرصة المواتيـة، وغـيابـ الرقـابة، مبيـنا أن عدداً من المؤسسات الإعلاميـة التي لم تمنـح تصاريح رسـمـية كانت تصدر مواد تبث الأفـكار المنحرفة.
وبين الشهري أن العامّة لا يحكمها العقل وإنما تحكمها العاطفة، مشيراً إلى أن "التطرف لا دين له ولا جنس".
وأثناء المداخلات تساءلت سارة الصافي عن دور المؤسسات المدنية في إعداد جيل قادر على استيعاب تطورات العصر، أما الدكتور عائض الزهراني فتمنى من أصحاب الأفكار التي وصفها بـ"الكهفية" الذين لا يزالون يحملونها في غير زمانها الاستفادة من قصة أصحاب الكهف التي وردت في القرآن الكريم والتي قرر أصحابها العودة إلى كهفهم بعد أن وجدوا أنفسهم في زمن غير زمانهم.