يأبى نادي الاتفاق الركون إلى الهدوء، فبعد موسم مخيب للآمال على مستوى فريقه الكروي الأول، برز على السطح صراع خفي على رئاسة النادي على الرغم من أن تكليف الإدارة الحالية لن ينتهي قبل سنة مقبلة، وعلى الرغم من أنها تتمسك بإكمال فترتها القانونية حتى النهاية ثانياً، إلا أن الرغبة الموجودة لدى جميع الأطراف تجعل من صيف الاتفاق مغايراً عن كل عام، ويكفي أن المطالبة الجارية الآن برحيل الإدارة الحالية برئاسة عبدالعزيز الدوسري تحدث للمرة الأولى بهذا الشكل الجريء، فطوال رئاسته للنادي الممتدة على 3 عقود حظي الدوسري بقبول وإجماع كبير من أنصار النادي، وأصبح ملازماً لنجاحات وإنجازات الفريق، وحتى عند ابتعاده لعدة مواسم لم يلبث أن عاد بعد أن رضخ للمطالبات بعودته، فهل تغير الدوسري أم تغيرت الظروف؟
.وجوه جديدة
لا يخفى على المتابع دخول وجوه جديدة للنادي، فخلافاً لرجالات النادي المعروفين أمثال هلال الطويرقي ومحمد المعجل وأبناء المسحل، ظهر الأمير فيصل بن فهد بن عبدالله الذي يترأس شركة f6 للاستثمار الرياضي، الذي تضم شركته عدداً من لاعبي فريق الاتفاق، وبعد شهر عسل لم يستمر طويلاً ظهر تباين كبير بين الطرفين أثر على مستوى العلاقة على أكثر من صعيد، حيث تأخذ الإدارة على الأمير فيصل اهتمامه بالإثارة على حساب الفريق ما أفقد لاعبيه تركيزهم واهتمامهم، فيما انتقد الأمير فيصل سياسة الإدارة التي لا تتفق مع رغبته في الدعم.
جبهة جديدة
ساهم الفشل الذي واكب اجتماع أعضاء شرف النادي في زيادة الشرخ في العلاقة بين الإدارة الاتفاقية ومجلس أعضاء الشرف ممثلاً بعبدالرحمن الراشد ، فالمجلس لم يوفر الحد الأدنى من النتائج التي خرج بها الاجتماع الشرفي ، فيما يطالب الكثير من أعضاء الشرف بإجراء تعديلات في العمل الإداري وهو الأمر الذي تعتبره أقطاب إدارة الاتفاق غير منصف وبعيدا عن الواقع ليصبح رئيس أعضاء الشرف في صف المرحبين بتغيير الإدارة على الأقل.
تمسك مشروع
في أكثر من مناسبة يكرر رئيس النادي أن إدارته باقية حتى إكمال مدتها النظامية التي تنتهي بنهاية شهر يونيو 2011، وبعد ذلك لكل حادثة حديث، بالمقابل أعلن الأمير فيصل بن فهد صراحة وجود رئيس "جاهز" لتولي الرئاسة في حال تنازل الدوسري عنها، قبل ذلك تواتر الحديث عن أكثر من سيناريو لانقلاب أبيض داخل أروقة الإدارة نفسها، وهي أحاديث تقوي بعضها البعض بكثرتها، إلا أن عبدالعزيز الدوسري من القوة بحيث لا يرضخ لضغوط إضعافه ممن وصفهم بأياد خفية يبدو أنها أصبحت ظاهرة للعيان.
صمت الطويرقي
يبدو أن الشخصية الاتفاقية الكبيرة هلال الطويرقي يفضل الصمت هذه الأيام، ويحسب للطويرقي تبرعه في أكثر من مناسبة لدعم النادي منها تقديمه مليوني ريال، ولديه خلافات مع صديقه عبدالعزيز الدوسري، وبحسب سير الأحداث فإن دعم الطويرقي مهم لكل طرف يرغب في الترشح أو البقاء في الإدارة، وعلى كل حال لن يحجب الأخير موقفه النهائي في حال استدعى الأمر ذلك في اللحظة التي يختارها بنفسه.
المعيبد
يشكل أمين صندوق النادي عدنان المعيبد علامة استفهام بعد عدة تصريحات ظهر بها ،أظهر خلالها رغبته في إحداث تغيير في طريقة العمل الإداري وضرورة تحديد صلاحيات كل عضو، وهو ما أحدث بعض الفتور في علاقته بعدد من أعضاء مجلس الإدارة على الصعيد العملي ، حيث ارتبط اسمه مؤخراً بالانتقال إلى الإدارة الجديدة المقترحة في حال استقالة الإدارة الحالية.
السيناريو الأقرب
مقابل كل ما يحدث، لن يكون معرفة مصير رئاسة النادي ضرباً من المجازفة، لأن كل الدلائل تشير إلى موسم جديد للإدارة الحالية قد تتبعه مواسم أخرى، وما يحدث من فرقعات هي لتسجيل موقف وجس نبض، وعليه فإن خطط الإدارة تركز الآن فقط على توفير مستلزمات النادي من خلال توفير شركة راعية، أو التصرف في الحلول الأخرى مثل بيع أو إعارة لاعبين، وهي أمور ستضعف من موقف الإدارة بلا شك إلا أنها تحاول تفعيل الجانب الاستثماري لتلافي أي خطوات حاسمة جديدة.
الاتفاق الى أين؟
ما يحدث من صراع علني بين الأطراف الاتفاقية سيؤثر بشكل أو بآخر على الكيان في نهاية الأمر، وأياً كان المنتصر فإن النتائج السلبية ستلقي بظلالها على النادي الذي اشتهر بقدرة أبنائه على إدارة خلافاتهم بطريق أكثر وداً، ولا شك أن الأمور المالية لها الدور الكبير في التوجهات النهائية في ظل عصر الاحتراف والشركات الراعية والتنافس المحموم الذي يغلف الصراعات الإدارية.