استبشرنا بداية الأمر بتعدد القنوات الفضائية العربية ذات الاهتمام الرياضي لعلها تسهم في الارتقاء بالفكر والمضمون الرياضي العربي من المحيط إلى الخليج, وتساعد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تحسين ترتيب منتخباتنا الكروية على الصعيد الدولي.

هذا كان الحلم والأمنية, لكن الواقع غير ذلك, إذ تحولت من نعمة نتمناها إلى نقمة نبغضها, ومن حالة ترقب إلى حالة نفور, ومن انتظار الحقيقة والمعلومة إلى الصراخ والتزييف.

انظروا وتابعوا بحياد وموضوعية للأستوديوهات التي تكتظ بها القنوات هذه الأيام لمتابعة البطولة الأممية الآسيوية بالدوحة, إنها حشد من رجيع الملاعب والصحافة, وقليل من المفكرين والمحللين الذين يضيفون للمشاهد شيئاً جديداً قبل أو بعد مباراة, وتغييب تام للمعلومة والاستنتاج السريع.

للأسف أصبحت مجرد ألسن تلوك عبارات مكررة لا تعطي مدلولاً مفهولاً أو حلاً ناجعاً لمشكلة واجهها هذا المنتخب أو ذاك, أو سبر لأغوار خطط اللعب والأساليب التي انتهجها المدربون ومواطن الضعف والقوة فيها, وهذا كله مقرون بضعف في المعلومات والاستنتاجات الرقمية التي يفترض أن تقدم للمشاهد في صور شتى ـ معروفة لدى المهنيين في عالم التلفزيون ـ لكن شيئاً من هذا لم نره، وربما لن نراه فيما تبقى من أيام البطولة القارية؟

وسؤالنا الذي نوجهه للقائمين على هذه القنوات: لماذا لا يتم دراسة وتقييم كل عنصر مشارك في هذه الأستوديوهات من فترة إلى أخرى كي يتم رصد ردود الأفعال حول مرئيات وتصورات هذا المحلل أو ذاك وصولا إلى تحسين أداء هذه الأستوديوهات وحض هؤلاء المشاركين لتحسين أدائهم ووجوب السعي الجاد نحو طرق أبواب المعرفة ليصبح ما يقدمه إضافة وليس مجرد حضور مجالس استراحات ودواوين لا يحكمها ضابط ولا مستوى معرفي وثقافي؟.