مع انتشار ثاني أسوأ تفشّي للإيبولا في العالم في التاريخ مؤخرا إلى مدينة كبرى في جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة، يتعيّن على منظمة الصحّة العالميّة وشركة «ميرك» أن تحقّقا المزيد لضمان توافر جميع الخيارات لمحاربة الفيروس، بما في ذلك ضمان توافر اللقاحات لكلّ من يحتاجها.
وعلى الرغم من ملاحظة تحسينات بالمقارنة مع الاستجابة إلى تفشي عام 2014 في غرب أفريقيا، لا يزال الوضع يحتاج إلى جهد طموح الآن في الكونغو. لم تعلن منظمة الصحّة العالميّة حتى الآن أنّ هذه الأزمة حالة طوارئ دوليّة، على الرغم من أنّها تلبي معاييرها الخاصّة لما يشكّل حالة طوارئ.
بروتين يكفاح الفيروس
تتواصل الجهود لإيجاد حل لمشكلة تفشيات فيروس «إيبولا»، حيث اكتشف باحثون بروتينا بشريا يساعد علي مكافحة فيروس الإيبولا، وفقا لدراسة شاركت في إجرائها جامعة نورث وسترن وجامعة ولاية جورجيا، وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، ومعاهد جلادستون.
واستخدم الباحثون في الدراسة قياس الطيف الكتلي- وهو أسلوب يحدد عناصر محددة في عينة بالكتلة- بحثاعن التفاعلات بين البروتينات البشرية وبروتينات فيروس الإيبولا. ووجدوا أدلة قوية على التفاعل بين بروتين فيروس الإيبولا VP30 والبروتين البشري RBBP6.
وبعد تحليل هيكلي وحسابي إضافي تقلص التفاعل إلى مجموعة صغيرة من الأحماض الأمينية تكفي وحدها لتعطيل دورة حياة فيروس الإيبولا.
271 وفاة
في غضون ذلك، ارتفع عدد ضحايا وباء الإيبولا الذي تفشى في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى 271 بعد أن لقي 21 شخصا حتفهم خلال الأيام الخمسة الأخيرة. وجاء في البيان الصادر عن وزارة الصحة في البلاد أنه ارتفع عدد الأشخاص المشخصين بالوباء الذي بدأ في ولاية بني وانتشر إلى ولاية إيتوري إلى 542 حالة، فيما ثبت المرض على 494 شخصا، فيما شفي 192 شخصا من الوباء.
و ما زال هناك 48 شخصا توفوا أيضا، لكن لم يثبت بعد أن كان بسبب الإيبولا، إذ تعذر معرفة السبب لعدم وجود القدرة على تشريح الجثث. وتم تلقيح أكثر من 48781 ضد المرض منذ بداية حملة التلقيح في الثامن من أغسطس الماضي.
ما هو إيبولا؟
الإيبولا مرض فيروسي يقتل 50 % من الناس الذي يصابون بالعدوى. وتظهر الأعراض الأولية للمرض في صورة حمى مفاجئة وآلام في العضلات والتهاب الحلق. ثم يصاب المريض بالقيء والإسهال، وفي بعض الحالات المتقدمة يكون هناك نزيف داخلي وخارجي. ويصاب البشر بالمرض جراء الاتصال الشديد مع الحيوانات المصابة، منها قردة الشمبانزي ووطواط الفاكهة والظباء.
ويكون المصاب مصدر عدوى طالما كانت الدماء والإفرازات من جسده محملة بالفيروس، ويمكن أن يستمر هذا لأكثر من سبعة أسابيع قبل التعافي.