في وقت يستمر العمل في مشروع صيانة عقبة ضلع لليوم السابع عشر على التوالي، بعد أن تقرر تمديد العمل للمرة الثانية، واستمرار إغلاق العقبة لحين زوال خطر الصخور المتساقطة، وفي ظل وجود مواقع في العقبة ما تزال تشكل خطرا مماثلا للموقع الحالي، أكد عدد من المهندسين السعوديين المتخصصين لـ«الوطن»، أن عُمْر عقبة ضلع الافتراضي انتهى، والحل الجذري هو تنفيذ مشروع ازدواجية للعقبة، لافتين إلى أنه بالإمكان ازدواجية العقبة متى ما تم وضع خطة مدروسة، وتسليم المشروع للمقاول الأفضل، وربما جلب شركات عالمية لتنفيذ مثل هذا المشروع الحيوي.


دراسة المخاطر


أكد المهندس حسن آل عارم، أن تداعيات إغلاق طرق محورية لأعمال صيانة وخلافه، تنعكس سلبا على نواح عدة، سواء كانت خدمية أو اقتصادية أو سياحية، كما هي عقبة ضلع، لذلك يجب أن تكون هناك بدائل يضعها المهندس أمام ناظريه عند الشروع في أي عمل هندسي.

كما يجب عند طرح أي مشروع طريق -سواء كان تنفيذيا أو استكمال صيانة وغيره- أن تتم دراسة مخاطر إغلاق هذه الطريق من نواح اقتصادية واجتماعية، وأن يُعمَل جدول زمني للمشروع دقيق ومفصل، يوضح مدى تقليل هذه المخاطر لأقل درجة ممكنة، ويضاف إليها دراسة طرق بديلة تستوعب هذا التدفق الهائل من المركبات، يضاف إلى ذلك دراسة المخاطر الممكنة خلال العمل في المشروع، وذلك للخروج بالمعايير الأمثل لنجاح المشروع من عدمه قبل البدء فيه.





عوامل تأخر المشروعات


تابع آل عارم، يظهر لنا في مشروع عقبة ضلع عدم كفاءة التخطيط والجدولة من المقاول، ونقص في العمالة الماهرة والمعدات والطاقم الفني، وهذا يندرج تحت أهمية اختيار المقاول ذي الخبرة، وكذلك ضعف التواصل بين الأطراف ذات العلاقة، وقد تكون هنالك عدة أسباب لتأخر مثل هذه المشروعات، أهمها طرح المنافسات لاختيار أقل الأسعار، دون النظر إلى كفاءة المقاول وجودة التنفيذ، والتأخر في صرف المستحقات، وهي ضمن العقبات في المشروعات الحكومية. كذلك يأتي اختيار العمالة المناسبة والمدربة، ودعم المقاولين بالسماح لهم باختيار العمالة المناسبة، خلال تسهيل إجراءات استقدام هذه العمالة، وترك الحرية لهم لاختيار الأفضل، إضافة إلى تدني أداء الاستشاريين والمشرفين على المشروعات، وقيام المقاول بتحويل نسبة كبيرة من أعمال المشروع إلى مقاولين من الباطن.


العلاج مؤقت


بيّن المهندس حسين اليامي أن المشكلة الحالية في ضلع عبارة عن خطر تساقط الصخور خلال الأمطار، وهو خطر فعلي يهدد أرواح العابرين للطريق، ولا خلاف في ذلك. وفي مثل هذه الحالة تتم معالجة الأمر هندسيا خلال طريقتين: الأولى: تكون باستخدام الخرسانة المقذوفة shotcrete.

الثانية: تتمثل في استخدام المعدات وإجراء أعمال إزالة وتهذيب للمنطقة الخطرة، وهذه الطريقة أفضل، لكن يعاب عليها ضرورة تأمين محيط العمل، وتشديد إجراءات السلامة، وقد يصل الأمر إلى إغلاق الطريق واستغراق وقت طويل للإنجاز، وهذه الطريقة المستخدمة حاليا في مشروع صيانة عقبة ضلع، وكلتا الطريقتين تعدّان من الحلول المؤقتة، وليست حلا جذريا لمشكلة العقبة، بل إن الحل الجذري هو تنفيذ مشروع ازدواجية للعقبة، وبناءً على ما نشاهده على الطبيعة بإمكان ازدواجية العقبة متى ما تم وضع خطة مدروسة، وتسليم المشروع للمقاول الأفضل، ولا يمنع من جلب شركات عالمية لتنفيذ مثل هذه المشروعات الحيوية.


الحلول الأنسب


أكد المهندس علي مخرشم أن عقبة ضلع شريان أساسي وحيوي في منطقة عسير، كونها تربط منطقة عسير بمنطقة جازان، وقد لوحظ في الفترة الأخيرة كثرة الانهيارات الصخرية، والسبب ضعف تسليح الجدران الساندة، وعدم قدرتها على صد الصخور الكبيرة، كما يجب تثبيت الصخور المطلة على الطريق الجديد، ووضع جدول زمني لإنهاء ذلك، وفق أسس هندسية تضمن عدم حصول انهيارات كبيرة وخطرة، خاصة عند هطول الأمطار.

وأضاف، لأهمية هذه العقبة فلا بد من وضع حلول سريعة لضمان سلامة سالكي الطريق، والحل الأنسب هو البدء في عمل ازدواجية الطريق ليقلل من الازدحام المروري، وأيضا عمل دراسة جديدة للطريق، وتقليل المنحنيات الخطرة التي تتسبب في انقلاب المركبات.

كما يجب التنسيق مع الجهة المسؤولة حيال سلامة مجاري السيول المؤدية إلى عبارات المياه وخلوّها من أي عوائق قد تؤدي إلى إغلاق العبارات، وبالتالي خروج المياه عن مسارها الطبيعي باتجاه الطريق، مما قد يتسبب في عرقلة وشل حركة السير.


ضرورة متابعة العمل


طالب المهندس نايف مشلوي بضرورة أن يتبع العمل الحالي عمل آخر يتمثل في تدعيم الجبل، باستخدام الشبك المعدني ومسامير التثبيت الصخرية، للحد من الانهيارات، وعمل جسر استنادي إلى جانب الطريق لسلامة مرتاديه، وكذلك تخصيص فرق ومعدات خاصة لصيانة الطريق بشكل دائم، كذلك يجب تطوير العمل خلال تقنية التصوير الراداري، وعمل أنظمة التنبؤ التحذيرية للكشف عن أي خلل قبل حدوثه، مع البدء في عمل عبارات، والتأكد من خلوّ القائمة حاليا من العوائق للإسهام في تصريف مياه الأمطار.