شهدت مدينة نيويورك افتتاح مؤتمر حظر الانتشار النووي أمس بحضور ممثلي الدول الأعضاء في اتفاقية مكافحة الانتشار التي وقعت عام 1970 وتلتزم بها نحو 150 دولة. وهيمنت قضية الشرق الأوسط على وقائع المؤتمر قبل أن يبدأ وذلك وسط مطالب عربية بجعل المنطقة خالية من الأسلحة النووية بما يعنيه ذلك من نزع الأسلحة النووية الإسرائيلية بنفس الحزم الذي يواجه به المجتمع الدولي البرنامج النوووي الإيراني.
وأكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمام المؤتمر أن التهديد الأمريكي باستخدام الأسلحة النووية ضد إيران غير مقبول.
وأوضح نجاد أن إيران قبلت اتفاق مبادلة الوقود النووي، وهو الذي من شأنه أن يزود بلاده بالوقود لمفاعل بحثي في طهران.
وقال في كلمته أمام المؤتمر إن الأسلحة النووية تعد الأسلحة "الأكثر إثارة للاشمئزاز والخزي في العالم".
وأشار نجاد إلى أن "حيازة الأسلحة النووية ليست شيئا يدعو للفخر"، منتقدا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب ما وصفه باتباعها سياسة الكيل بمكيالين تجاه الدول التي تملك أسلحة نووية والتي تسعى إلى امتلاك الطاقة النووية.
وقال نجاد "هؤلاء الذين استخدموا الأسلحة النووية للمرة الأولى في التاريخ، هم الأشخاص الأكثر إثارة للبغض". وأضاف أنه يتعين على القوى الكبرى أن تنفذ التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.
وقال البيت الأبيض إن الوفد الأمريكي انسحب أثناء كلمة نجاد في الأمم المتحدة بسبب "الاتهامات الجزافية".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز إن الولايات المتحدة أرادت أن تسمع تعهدا إيرانيا بتنفيذ التزاماتها النووية ولكن بدلا من ذلك "أعتقد أن وفدنا ووفودا أخرى كانت محقة بالمغادرة حيث ألقيت سلسلة من الاتهامات الجزافية خلال الكلمة".
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قبل بدء المؤتمر إن الهدف منه هو مراجعة نص الاتفاقية لضمان استمرار صلاحيتها باعتبارها إطارا دوليا لمنع التسلح النووي ولتنظيم حصول الدول على الطاقة النووية السلمية ولحظر انتشار التكنولوجيا النووية العسكرية.
وأضافت "بشأن الشرق الأوسط فإن الإيرانيين خرقوا نصوص اتفاقية حظر الانتشار، فقد خالفوا التزاماتهم تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورفضوا الانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي. ولذا فإننا لن نسمح لإيران بتغيير الموضوع وتشتيت الانتباه إلى ضرورة مراجعة الاتفاقية وإلى رفضهم المتواصل الالتزام ببنودها".