أعلن رئيس الاستخبارات العامة، الرئيس الفخري للجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزعلى إنشاء موسوعة صحية عربية رقمية تخدم ملايين العرب في شتى بقاع الأرض، وتمكنهم من الوصول إلى المعلومة الصحية الدقيقة لأغراض الصحة العامة والتثقيف الصحي وتعزيز صحة الفرد والمجتمع.


جاء ذلك خلال افتتاحه صباح أمس في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال المؤتمر السعودي الثالث للصحة الإلكترونية الذي يستمر حتى 21 جمادى الأولى الجاري. وقال الأمير مقرن إن المملكة تعيش مرحلة مهمة من مراحل البناء والتطوير للوطن والمواطن في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الذين يسعون لمكننة المعلومات في القطاعين الحكومي والخاص لمواكبة النمو والبناء المتغير الذي يشهده العالم المتطور، والتأكيد للعالم أن هذا الوطن هو منبع العلم والحضارة وأن رسالة ديننا الحنيف هي رسالة علم وأمن وسلام.


وأكد الأمير مقرن بن عبدالعزيز أن الموسوعة التي أتت فكرتها لمواكبة التطور والتوسع الضخم في المعلومات الصحية التي يتم تصفحها على شبكة الإنترنت لتحل مشكلة جديدة برزت نتيجة ذلك التطور والتوسع التقني وكثرة وتداخل المعلومات الصحية التي تتعلق بمصداقية وجودة ودقة هذه المعلومات، خصوصاً أن الشخص العادي قد يبني على هذه المعلومات إجراءات تتعلق بصحته أو صحة قريب له قد يترتب عليها مردود سلبي يصل في بعض الأحيان إلى نشوء مشكلات صحية، مبيناً أن معظم المواقع العربية تفتقد إلى المعايير العالمية طبقاً لدراسة أجرتها جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية وأظهرت أن نسبة المواقع العربية على شبكة الإنترنت التي اجتازت اختبار المعايير لا تتجاوز 4% فقط مما هو متوفر على الشبكة.





وفي المؤتمر الصحفي عقب الافتتاح، أوضح الأمير مقرن بن عبد العزيز أن الموسوعة العلمية يستفيد منها 300 مليون شخص من الدول العربية. ولفت إلى أن أحد طلاب الماجستير بمستشفى الحرس عرض هذه الدراسة، ووجد أن 4% من المواقع الصحية داخل شبكة الإنترنت تقدم معلومات صحية دقيقة، إضافة إلى أن هناك قلة في المواقع الصحية باللغة العربية، مشيراً إلى أن الموسوعة الصحية التي وافق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تهدف إلى خدمة المواطن السعودي خاصة والعربي عامة ويأتي ذلك من خلال اعتمادها دوليا، وتأييدها من قبل وزراء الدول الخليجية واليمن، منوه أن مقر الموسوعة يقع بمستشفى الملك عبد العزيز للحرس الوطني.


وقال إن موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمحتوى الصحي تستهدف الأطباء والجامعات وجميع الأبحاث الطبية المعتمدة، مشددا على أن هذا العمل يكون منظما من قبل اختصاصين يشرفون على الموقع بحيث لا تكون هناك عشوائية، ولفت إلى أن تطور وسائل الاتصال جعل أطباء من الدول الأجنبية يشاركون في عمليات جراحية داخل الرياض من خلال شبكات الاتصال.


نظام صحة إلكترونية


من جانبه، قال وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة إن مشاركة وزارة الصحة الكبيرة في هذا المؤتمر جاءت لتؤكد اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالرعاية الصحية، لافتاً إلى أن الصحة الإلكترونية هي أحد مقومات نجاح الرعاية الصحية الحديثة حيث أولتها الوزارة اهتمامها وأوجدت إدارات وكوادر متميزة للاهتمام بها وأنشأت لجاناً استشارية من كافة القطاعات المختصة ومن أكبر الخبرات العالمية حرصاً على تطويرها إلى المستوى العالمي المفيد.


وأوضح وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة في المؤتمر الصحفي أنه استثمرت جهود كبيرة من ناحية الكوادر أو اللجان داخل المملكة وخارجها لبناء نظام صحة إلكترونية موحد مع جميع القطاعات الصحية. ولفت إلى أن اللجنة الخاصة التي تبحث دمج الهوية الوطنية مع الملف الصحي لا تزال قائمة لوضع خطوات كبيرة أساسية، ولكن موضوع الملف الطبي الذي نطمح الوصول إليه كبير، خصوصا أنه يعمل على جمع المعلومات عن المريض، والتخطيط السليم لوضع الرؤية، ووجود بيانات وأرقام يمكن الرجوع إليها ليمكن ترجمتها إلى واقع بحيث تفيد وتساعد في خدمة المواطن وتحقق العدالة.