من أجل تعزيز حب الوطن في نفوس الأبناء وجيل الغد وطلبة المدارس، ومن أجل التعريف بتراث مناطق المملكة بشكل علمي مدروس، عمدت بعض المدارس الحكومية في منطقة عسير مؤخراً إلى إقامة فصول وممرات وحفلات تراثية أسبوعية تعكس التراث المتنوع للمناطق المختلفة للمملكة. حيث تقوم المدرسة بتجهيز فصول بأكملها لتعكس صورة تراث مناطق معينة من المملكة سواء كان تراث المناطق الشمالية أو الجنوبية أو الغربية أو الوسطى.


تقول مديرة مدارس أبها الأهلية صالحة الحفظي التي أقامت هذه الفكرة في مدرستها: إن كل منطقة تحتفظ بتراثها وتفتخر به ونحن أردنا أن نجمع تراث مناطق المملكة بشكل جميل في مدرستنا، فأقمنا في الفصول والممرات وغرف المعلمات وجميع محتويات المدرسة أركانا تراثية متنوعة من مناطق مملكتنا، سواء الجنوبية أو الشمالية أو النجدية أو الغربية أو الشرقية، كما أننا سوف نقوم بعمل حفلات تراثية بسيطة بين حين وآخر لكسر الروتين والملل عند الطالبات. وأضافت أنه في أول يوم من انطلاق الفكرة عرضت الطالبات كيفية عمل الخبز التنوري المتنوع والأكلات الشعبية لكل منطقة من صنع أيديهن بأنفسهن، ثم قدم عدد من الرقصات الشعبية كالعرضة النجدية والخطوة الجنوبية. إلى ذلك أوضحت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية بجازان الدكتورة فاطمة حسيني"أن إقامة مثل هذه الحفلات وإعادة التراث في المدارس وتجديده بشكل أسبوعي فكرة جديدة تميزت بها بعض مدارس مدينة أبها هذا العام، حيث إن غالبية الحفلات التي تقام بشكل عام يكون الهدف منها الدعاية لإدارة المدرسة، أو تكون حفلات عادية على مدار العام، لكن ابتكار مثل هذه الفكرة الجديدة، ومن هذا النوع يكون الهدف منه هو تأصيل الشعور بالمواطنة لدى الجيل وبناة الغد، وإسعاد الطالبات وذويهن حيث يعتبرن أنفسهن مشاركات في إحياء تراث مملكتهم وهذا يزيد لديهن الثقة بالنفس، وكذلك زيادة الشعور بحب الوطن، كما تزيد ثقة أهالي الطالبات فيهن ، إضافة إلى طرد الملل والروتين اليومي المدرسي بهذه الأنشطة المتميزة ويعيد للطالبات حب المدرسة والفرح عند القدوم إليها وسوف تبذل الطالبة قصارى جهدها لإرضاء والديها ومعلماتها بالحصول على الدرجات العالية بسبب حبها لمدرستها بسبب هذا التنوع في الأنشطة وفي اليوم الدراسي وخاصة في المشاركات الجماعية لإحياء التراث. وبينت الدكتورة فاطمة أن فكرة الحفل التراثي تعزز لدى الطالبة أن المدرسة والإدارة والمعلمات سعيدات بوجودهن، وأنهن يبذل المستحيل لإسعادهن، بحيث تزال الفكرة المزروعة للطالبات بأنهن حمل ثقيل على المدرسة والمعلمات، وحتى لا يشعرن بأن المدرسة لا تريدهن، وبذلك تتغير هذه النظرة لديهن، وتجعلهن على شوق للمدرسة ومنها نشجع ونغرز في نفوسهن حب المدرسة والعلم منذ الصغر.