رغم كل ما اعتراها من كبرٍ لا تزال ترقص برشاقة على أوتار "الأحداث" و"الرأي"، ورغم كثرة المنافسات "الرشيقات" لا تزال تغذي متابعيها بـ "المتعة" و"الإثارة"، ولا تزال منافساتها تقتات على موائدها..! لكثرة ما سمعت من تكهنات بقرب موتها خلال العقد الماضي.. ولكثرة ما سمعت من رثاء (مقدم) بها، "وماذكر به حيٍ رثا حي"، توقعت ألا ينقضي عام 2010 إلا وقد اختفت نصف الصحف الورقية أوعلى الأقل انقلبت إلى صحف إلكترونية وألغت الورق والحبر من حساباتها..! مضت السنوات ومضى العقد وذهبت الرياح بـ المراثي".. ولا تزال الصحافة الورقية تستعرض عضلاتها في ميدانها وميادين منافسيها، فجعلت لـ "القارئ" الخيار في تصفحها ورقياً أو إلكترونياً أوتقليب صفحاتها "ديجتل" ، فدمجت بين الورقي والإلكتروني فتفوقت على الإلكترونيات .. بدليل أنه لا توجد صحيفة إلكترونية لا تنقل من صحف ورقية.. فبعضها ينقل بمهنية محترفة، بينما بعضها لا يزال يسرق ببجاحة!
الصحافة الورقية ستواصل مسيرها؛ لأن تطور التقنية يدعمها ولا يعيقها، ولأن اللائحة الجديدة التي اعتمدها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة مؤخراً، تنظم ميدان المنافسة لها وهي التي تسير على الأنظمة من قبل.. بينما ستضطر اللائحة بعض الصحف الإلكترونية إلى الانسحاب ليس بتكميم الأفواه والحد من الحريات بل بحفظ الحقوق ورسم الحريات للجميع ناشراً وقارئاً .وصدق رئيس تحرير "الشرق الأوسط" طارق الحميد حينما ذكر الأربعاء الماضي، أن "تنظيم العمل الإعلامي على الإنترنت فيه حفاظ على سمعة الصحفي والصحافة؛ لأن المصداقية هي المحك، فمعظم مواقع الإنترنت أساءت للصحافة والصحفي أكثر مما أفادت سقف الحرية؛ حيث كرست فكرة أن الصحفيين والصحافة هم أهل نميمة وشائعات".