من المتوقع أن تلعب مدينة المعرفة الاقتصادية دوراً كبيراً في تطوير الصناعات المعرفية والاقتصاد المعرفي في المملكة التي ركزت بصورة كبيرة على بنائه في خطتها التنموية التاسعة التي بدأت هذا العام، إلا أن مسؤولا بارزا في المدينة أوضح أنها ستلعب دوراً عقارياً أكبر كونها ستوفر ما يقارب من 10% من الوحدات السكنية التي تحتاجها المدينة المنورة خلال السنوات الخمس القادمة.
وأوضح عضو مجلس إدارة مدينة المعرفة الاقتصادية والعضو المنتدب الحالي لمجموعة صافولا -أحد أكبر المطورين لمشروع المدينة- الدكتور سامي باروم- أن من أهم وأبرز عوامل الجذب للمشروع هو قدرته على توفير المساكن لسكان وزوار المدينة المنورة بعد أن أوشكت المنطقة المركزية المجاورة للحرم المدني أن تصل إلى الحد الأقصى من طاقتها الاستيعابية.
وقال باروم في حوار أجرته معه "الوطن" في مقر شركة مدينة المعرفة الاقتصادية بجدة: "المدينة المنورة في نمو سكاني مستمر ودراساتنا أظهرت أنها ستحتاج إلى 35 ألف وحدة سكنية بحلول عام 2015 سنعمل على توفير 3500 وحدة منها حتى ذلك العام".
وطبقاً لدراسات الجدوى للمشروع فإنه من المتوقع أن يزيد عدد سكان المدينة المنورة خلال العشرين سنة القادمة بنحو مليون نسمة ليصبح إجمالي السكان فيها 2 مليون نسمة، إلا أن باروم أوضح أنه يحتاج فقط لإسكان 7.5% من المليون نسمة الإضافية في مشروعه.
وأضاف: "الطلب سيكون هائلا على المساكن إذا أضافت المدينة المنورة مليون شخص في العشرين سنة القادمة ونحن سنوفر مساكن لنحو 150 ألف نسمة نصفهم من خارج المدينة ولهذا نحتاج فقط إلى 75 ألف شخص من سكان المدينة أي 7.5% لبيع نصف وحداتنا في المشروع.
وقال باروم "هذا العدد لا يعتبر كبيراً بالنسبة لاستثمار بحجم مدينة المعرفة الاقتصادية التي ستبنى على 5 ملايين متر مربع بتكلفة تصل إلى 30 مليار ريال عند الانتهاء من كامل مراحل المشروع بعد 15 عاماً".
ومدينة المعرفة هي إحدى المدن الاقتصادية الأربع التي يجري بناؤها حالياً في المملكة وستتخصص لتطوير العديد من الصناعات المعرفية من خلال بناء بنية تحتية "ذكية" تساعد الباحثين المسلمين الذي يرغبون في العيش بالمدينة المنورة على تطوير أعمالهم وبخاصة في مجال التقنية الطبية وتقنية المعلومات.
ومن المفترض أن توفر مدينة المعرفة 30 ألف وحدة سكنية عند الانتهاء الكامل من المشروع بعد 15 عاما من انطلاقه منتصف هذا العام.
واستثمر المطورون الرئيسيون للمشروع ما يقارب من 1.4 مليار ريال فيما ينوون جمع مليار ريال إضافية من خلال طرح 30% من رأسمال المشروع للاكتتاب، وذلك للبدء في أعمال الإنشاءات في المشروع الذي بدأ العمل فيه في 2005 وتم الانتهاء من تسوية أرضه وإعداد البنية التحتية لها.
واستثمرت صافولا 400 مليون ريال في مشروع مدينة المعرفة فيما استثمرت شركة طيبة للتطوير العقاري 200 مليون ريال ودخلت شركة بن لادن بحصة قدرها 300 مليون ريال.
وساهمت مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي بأرض المشروع البالغ مساحتها ما يقارب من 5 ملايين متر مربع والتي تقدر قيمتها بنحو مليار ريال، وهو ما ساهم في تخفيف التكاليف على المطورين.
وتمر المدن الاقتصادية الأربع التي يجري بناؤها في المملكة حالياً تحت إشراف الهيئة العامة للاستثمار بمرحلة من الهدوء بعد الهزة المالية التي أصابت العالم والتي سببت في إحجام الكثير من المستثمرين عن المضي قدماً بمشروعاتهم فيها.
ومن المتوقع أن تكون مدينة المعرفة الأبرز هذا العام نظراً لأنها لم تتأثر مالياً بالأزمة المالية على غرار مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي تأخرت كثيراً في إنجاز العديد من المشاريع التي أعلنت عنها ومن بينها مشروع الميناء البحري وتسليم الوحدات السكنية في العديد من المناطق السكنية فيها.
كما توقف العمل في مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل بعد أن انسحبت شركة ركيزة من المشروع لتتولاه بعدها شركة المال الكويتية المملوكة لرجل الأعمال جاسم الخرافي والتي أعادت كل دراسات المشروع وهو ما أدى إلى تأخره عامين على الأقل.