وقاحة أفيجدور ليبرمان لا تضاهيها إلا وقاحة سيده بنيامين نتنياهو، وقبلها صلف شيمون بيريز.
فقد تخصص الرجل القادم من مولدافيا في الشتم والسب، وبمنصبه على رأس وزارة الخارجية الإسرائيلية شكل دون أن يدري، نصرا للدبلوماسية العربية الراكدة.
فليبرمان أثار أزمة دبلوماسية مع تركيا ـ يشكر عليهاـ لأنه نقل تركيا من دولة صديقة إلى إسرائيل، إلى دولة عدوة لها، وصديقة للعرب، عندما استدعى السفير التركي إلى وزارة الخارجية ووجه الإهانة إليه.
ولم يكن نتنياهو أقل فجاجة من ليبرمان في التعامل مع الأتراك، عندما أمر قواته بقتل المتضامنين الأتراك مع قطاع غزة، على متن السفينة "مرمرة"، في عرض البحر المتوسط، في مايو الماضي، لا بل قلد الجنود القتلة الأوسمة الرفيعة ورفض التحقيق معهم في إطار لجنة تحقيق إسرائيلية، ولم يعتذر من الأتراك عن العمل الإجرامي الذي قامت به دولته.
وقبل ذلك كانت واقعة دافوس بين بيريز ورئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان الذي توجته بطلا عربيا وإسلاميا.
عاد ليبرمان بالأمس إلى تحدي تركيا عبر مقال في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، ليقارن بينها وبين إيران، وليضعها في خانة أعداء إسرائيل.
قال ليبرمان إن تركيا اليوم تشبه إيران عشية الثورة الإسلامية، وفي هذا التشبيه دفعا لأنقرة باتجاه اتخاذ مواقف أكثر جذرية من تل أبيب. وفي ذلك خدمة غير مباشرة للعرب وللقضية الفلسطينية.