ترمي مباراة إياب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين التي تجمع الهلال والنصر في التاسعة من مساء اليوم بشرر المنافسة الساخنة والقوية بين الفريقين العريقين, وتمنح نتيجة الذهاب الذي كسبه الهلال 3/5 الفريق الأزرق أريحية كبيرة لكنها محفوفة بالخطر على خلفية التحولات الدراماتيكية المتوقعة, ففريق قادر على العودة بعد تلقيه 4 أهداف دفعة واحدة حتى يكون قريباً من التعادل قادر أن يضع له موطئ قدم في المنافسة.

وشهد الموسم الجاري عودة المنافسة الحقيقية بين الفريقين بعد سنوات مالت الكفة فيها لطرف واحد، وساهمت عمليات الاستقطاب المتعددة محلياً وخارجياً على مستوى النصر في إحداث نوع من التقارب العناصري، ما جعل لقاءات الفريقين تميل للندية والقوة، ولقاء الليلة مؤهل ليكون امتداداً لتلك اللقاءات التنافسية المثيرة لرغبة كل فريق في إعطاء جماهيره جرعة فنية ممتعة، ولسعيهما الجاد للاستمرار في مشوار المنافسة.

تكامل

ويدخل الهلال المباراة بتكامل عناصري واضح ومؤثر بعد عملية بناء استمرت عدة مواسم وصلت بالفريق إلى حالة استقرار وتماسك مع وجود الخبرة الكافية، وهذا البناء تطلب كثيراً من الجهد والمال والتخطيط، فالرباعي غير السعودي المتمثل في كل من السويدي كريستيان ويلهامسون والبرازيلي نيفيز والكوري الجنوبي يونج والروماني رادوي يمثل ثقلاً كبيراً جداً في خريطة الفريق الفنية, وهؤلاء يشكلون دعامات مهمة وأساسية في الخطوط الثلاثة (الظهر, الوسط, الهجوم) لا غنى عنها، ويعتمد عليها المدرب البلجيكي إيريك جيرتس كثيراً ويضع من خلال حضورها خططه وأساليبه الأدائية.

على الطرف الآخر نجد النصر أقل في كثير من الجوانب التي استعرضناها سابقاً, فلا بناء للفريق الأصفر في السنوات الـ10 الأخيرة, وكان البذل شحيحاً جداً على مستوى الاستعانة بأسماء محلية أو خارجية تدعم خطوط الفريق، والعنصر غير السعودي لم يكن على مستوى المساعدة على التكامل والتماسك المطلوبين، وهذا التواتر والتذبذب في العمل الإداري والفني انعكس سلباً على محصلة الفريق، وإن حدث بعض التحسن هذا الموسم مقارنة بالسنوات الماضية, لكن الأمر يحتاج كذلك كثيراً من الجهد والمال والتخطيط السليم لاستعادة الأمجاد والانتصارات .

ويحاول النصر مقاومة التفوق العناصري للهلال بالحيوية والروح المعنوية العالية، وبالإيمان أن كرة القدم تشهد كثيراً انتصارات لفرق أقل إمكانية وقوة من خصمها.

سداسي وثلاثي

ويعتمد مدربا الفريقين على ركائز عدة، فيركز جيريتس على السداسي أسامة هوساوي ويونج ورادوي ونيفيز وياسر القحطاني وويلهامسون، ويركز مدرب النصر الأوروجوياني جورج ديسلفا على عناصر تتبدل من لقاء إلى آخر لكثرة إصابات لاعبيه وعدم توفر الخبرة لدى بعضهم، لكنه يعتمد على ثلاثيه الأخطر محمد السهلاوي وريان بلال والغيني باسكال فيندونو.

وتبدو صفوف الفريقين مزدانة بجملة عناصر قادرة على هز الشباك، ففي الهلال يفوق السويدي ويلهامسون زملاءه بالفريق قدرة على هز شباك عبدالله العنزي الليلة من واقع ما يتمتع به من إمكانيات وقدرات هائلة تساعده على تحقيق الأفضل على أرض الميدان, يليه زميله نيفيز القادر على الوصول إلى الشباك من خلال كراته الثابتة والقوية من خارج منطقة الجزاء، كذلك الحال بالنسبة لياسر القحطاني المتواجد دوماً داخل الصندوق والذي يتمتع بهدوء جيد ويتم تمويله بالكرات السهلة.

أما في الفريق النصراوي فهناك لاعبون لهم حضور تهديفي طيب سواء مع الهلال أو مع غيره من الفرق المنافسة أمثال السهلاوي وبلال, وربما تلعب الخبرة الغينية بالتجربة الأوروبية باسكال فيندونو دورها المؤثر اليوم، وهؤلاء جميعاً قادرون على ترجمة الفرص السهلة إلى أهداف في أي وقت من المباراة, لكن هناك ربما عناصر يضعها المدربان للمفاجأة في الأداء لا يكون أي منهم من العناصر المعروفة، وهذا أمر متوقع.