«ذوو القدرات العادية لا يتطلعون أبدا إلى الأفضل، لكن الموهبة تدل فورا على العبقرية»، أرثر كونان دويل.

النتائج، هي فقط ما تدل على العمل، فلا تعطني كم الوقت الذي أهدرته، وكم ورقة أتممت تعبئتها، بل كن كبعض الشخصيات الإدارية الفعالة، تبث في الموظفين والموظفات الروح الدافعة للإبداع والتميز، وتقوم بتنمية الطموح وايقاظ العقول المبدعة في الأساس من سباتها وركودها، وتحولها إلى شعلة مبتكرة متقدة ومفكرة، ويتم بفضل هذه الشخصيات تحرير الطاقات، والإنجاز فعليا كما يجب وأكثر، وفي الوقت المحدد.

هناك أسئلة راودتني تستوجب الطرح:

- لماذا مثل هذه النماذج تُحارب من الأقل كفاءة؟

- متى يا ترى ستنتهي «الشللية الإدارية»؟

هناك من نرى جليا كيف رسّخ معنى آخر للإدارة، وعرف كيف يوظف كل شيء لديه، من قوة عاملة وأفكار ومعطيات لسير العمل، بالشكل الصحيح والمطلوب، والرفع بمستوى الكفاءة كذلك.

فأن تكون موظفا مخلصا في وظيفة تحتاج إليك، وتكون المناسب حقا، وتسحقك الشللية لتخرجك خارج الدائرة، فهذا ظلم فادح، لأن الوطن بحاجتك أنت وأمثالك.

تستمر المنظومة لدينا دون تدوير في الغالب لمدة طويلة.

لذلك، المتميز والعامل بفكره الإبداعي والمحقق للعمل بمستوى أعلى من طموح الإدارة الفاسدة، سيُسحق ويعدم بدلا من ترقيته، لأنه شاذ عن رأي الجماعة، والمنظومة الفاسدة تبقى الإدارة فيها والترقيات للمتشابهين والأصدقاء فقط.

نعلم جميعنا، وهذا لا يحتاج إلى إثبات، أن هناك من يحرر الطاقات، وهناك من يحارب لهدرها في جدالات عقيمة وحروب نفسية تحبط الموظف المتألق، من أجل مصالح أخرى.

الوطن يستحق يا أعزائي أن نكافح ونحميه من الفساد الإداري، غرق جدة وغرق أبها، وحوادث بسبب الطرقات في جازان، ومرتفعات عسير وجازان الوعرة دون شبكة طرق ومواصلات، وكثير من الفساد الذي تُظهره الكوارث.

تقول غادة السمان:

«إن ثروات العالم أجمع عاجزة عن شراء ذلك الشريان الذي يغرسه الإنسان في تربة وطنه.. ليحيا.. لا ليعيش فقط».

لذلك، إذا أردت أيها المدير أن تتيقن من وطنيتك وفسادك، اُحصر إنجازاتك الإدارية، وابحث أثرها على الوطن والمواطن، لتعلم أي الإداريين أنت.