نال مدرب المنتخب السعودي الكروي بيسيرو مساحات كبيرة من الانتقادات اللاذعة من الإعلام، وتلقى وابلاً من علامات الاستهجان في التحليل الكروي، منذ أن بدأ أولى مخططاته العملية قبيل انطلاقة بطولة خليجي 20 باليمن، للأسماء والاستراتيجية التدريبية التي اتخذها لتنفيذ تلك المخططات التي تمتد إلى ما بعد بطولة أمم آسيا الخامسة عشرة التي تفتتح بدوحة قطراليوم، فسيل الانتقاد لم يتوقف ونحن على بعد خطوات من اللقاء الأول للأخضر الأحد المقبل أمام المنتخب السوري.

المساحات النقدية لأغلب أصحابها غابت عنها روح التفاؤل، وغلب عليها القنوط والاشمئزاز من عودة نكبة 2004 بالصين، بل إن الأمر اليوم ازداد سوداوية لمستقبل الأخضر، بعد أن نصب (البعض) المشانق أمام رقبة بيسيرو، قبل أن يخط قلم السطر الأول للسعي نحو اللقب القاري الرابع، وكأن منتخبنا مازال يعيش في دوامة نكسة أرض التنين.

كل ما أخشاه أن تصدق أحاسيس هؤلاء مع المواجهة الأولى للأخضر في البطولة القارية أمام سورية ويفشل منتخبنا في الخروج بنتيجة غير مرضية لأي ظرف ما، فحينها ستكون ساحة الإعدام معدة للاقتصاص من بيسيرو دون محاكمة عادلة، بل لمجرد أنه استبعد لاعبين بعينهم عن القائمة المختارة لمباريات البطولة .. لتبدأ من جديد الانتقادات لأسباب غير منطقية مواصلة للوقوع في مستنقع وحل، نغوص فيه رغما عن أنوفنا بعد أن ينجر الجميع خلف المتعصبين.

نحن لا نلوم المدرج حين يهيج على بيسيرو كونه لم يثبت خارطة الأسماء خلال التجارب الثلاث التي خاضها قبل بطولة آسيا، فذلك شأنه كونه مختلف الطباع ومتعدد التجانس التشجيعي، لكننا نلوم زملاء المهنة حين يوجهون سياط نقدهم وكأنهم حملوا نعش الكرة السعودية على أكتافهم لدفنها عبر منفذ السلوى البوابة الحدودية الوحيدة للسعودية مع قطر قبل انطلاقة البطولة القارية التي يتسيدها الأخضر بثلاثة ألقاب.

أقول من أرض الدوحة، كفوا يا زملاء عن نقدكم، فالأيام الماضية أشبعت بما فيه الكافية، ودعونا نقف صفا واحدا، لا تشوبه شائبة، فشارعنا الرياضي مازال يغلي من قضاياه الداخلية فلا تدعوا إلى أن يصل حد الانفجار، ويجعل البعض منا يهذي بما لا يدري.

علمتني الأيام الماضية أن بيسيرو ليس رجلا حديديا فحسب بل مدربا فولاذيا لا يرضخ لأي صوت مهما علا.