دعا زعيم جبهة الثقة الوطنية الإصلاحية مهدي كروبي حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد والمرشد الديني علي خامنئي إلى الاعتراف بجبهة "الأمل الخضراء" المعارضة، مشيرا إلى أن عدم الاعتراف سيكلف النظام كثيرا. وقال أثناء لقاء مع جبهة تحكيم الوحدة الطلابية الإصلاحية، إن الضغوط المتوالية من الحكومة على النقابات والتجمعات السياسية أدى إلى تحرك التنظيمات السياسية نحو قطب واحد وهو جبهة الأمل الأخضر. وأضاف أن الحكومة تخشى من المستقبل لذلك قامت بإلقاء الكوادر الإصلاحية النشطة في السجون، ورغم أنها أطلقت البعض إلا أن السجون مازالت تحتفظ بأعداد من هذه الكوادر لأن الحكومة تخاف من المستقبل. وخاطب كروبي الحكومة قائلا "يجب أن تجيبوا الناس عن المنجزات التي حققتها الثورة وإلا فإن الناس تريد أن تعرف اليوم لماذا قامت بالثورة وهي لا ترى أي شيء تحقق من خلال الشعارات التي انطلقت في بدايات الثورة". وأضاف "أن الناس ومنذ 30 عاما تقدم الخدمات ويجب أن تعتذروا لها بسبب الأخطاء".وكانت محكمة الثورة قد أقرت الحكم القضائي السابق بحق المتهم جعفر كاظمي القاضي بشنقه بسبب اتهامه بـ (المحاربة للنظام). وأكد المحامي الخاص للمتهم نسيم غنوي أنه وبعد نقض الحكم ومتابعة دراسته مجددا صادق القاضي محمد زركر على حكم الإعدام السابق.

في السياق ذاته انتخبت مجلة التايم الأمريكية زعيم المعارضة مير حسين موسوي من القادة الأبطال المئة في العالم، في الاستطلاع السنوي الذي تجريه ويصدر في الأول من مايو من كل عام، وذلك للسنة الرابعة على التوالي. وحصل موسوي على 1492000 صوت في الاستطلاع، بعد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والكوري الجنوبي كيم يونا. وجاء انتخاب موسوي بسبب وقوفه مع عائلته ضد الأجواء السائدة، ومواصلته المقاومة لنتائج الانتخابات الرئاسية في يونيو 2009 بسلاح أعزل، لكن منطقه أقنع الإيرانيين أنه على حق ـ حسب تعبير المجلة.

في سياق آخر تتواصل في إيران الاحتفالات باليوم الوطني "للخليج الفارسي"، فقد أعلن الرئيس نجاد أن تسمية وتسجيل الخليج الفارسي ضمن التراث الوطني لا يعبر عن نزاع على اسم وإنما هو حالة من نفض الغبار بهدف التذكير ورسم صورة صحيحة عن المسرح العالمي. وقال أمس في حفل اختتام ملتقى الخليج الفارسي السادس في جزيرة کيش بجنوب إيران "إن الترکيز على اسم إيران والخليج الفارسي ليس تعصبا قوميا أو قبليا لأن جميع القوميات الإيرانية تجد کيانها ووجودها في اسم إيران المقدس وأرضهم". واعتبر الرئيس نجاد اعتداء 11 سبتمبر 2001 كذبة أمريكية لتسويق هيمنتها على منطقة الشرق الأوسط. وقال "كتبوا سيناريو 11 سبتمبر ليكون ذريعة لاحتلال أفغانستان ومن ثم جاء غزو العراق بذريعة اعتقال عدد من الإرهابيين". وأشار إلى أنه منذ تواجد القوات الأمريكية في المنطقة عام 2001 قتل أكثر من مليون و450 ألف شخص وشرد حوالي أربعة ملايين إنسان فضلا عن الاستفادة من النفايات النووية واليورانيوم المنضب ضد الشعب العراق. ودشن نجاد أمس ثلاث عوامات نفطية محلية الصنع في المياه الإقليمية الإيرانية، بهذه المناسبة، وحذر أعداء إيران من أي "عدوان" قد يرتكب ضد بلاده. وقال إن "أي يد تمتد إلى السلاح ستقطع قبل أن تنال من الشعب الإيراني"، مؤكدا أن طهران لن تتراجع أمام الصعوبات.

من جهة أخرى، أكد مستشار المرشد الديني، علي أكبر ولايتي تمسك طهران بمبادلة اليورانيوم المنخفض التخصيب بالوقود النووي على أراضيها. واعتبر ولايتي إصرار دول الغرب على المبادلة خارج إيران، مثيراً للشك والريبة حول نواياها، مشيراً إلى أن عناصر الثقة بالغرب مفقودة في إيران.