بغض النظر عن كل ما قيل حول المنتخب السعودي وأن الكرة السعودية تعيش مرحلة عدم توازن على مستوى النتائج منذ خسارتها نهائي كأس آسيا 2007، والتي كانت بداية لسلسلة إخفاقات في المباريات النهائية والحاسمة، لكنني متفائلة...
وفي الدوحة سيسعى الأخضر السعودي إلى الحفاظ على بريقه وتاريخه الحافل في الكأس الآسيوية.
وتريد السعودية في البطولة الحالية الذهاب بعيداً متجاوزة حدود الدور الأول الذي ستصطدم به مع اليابان وسورية والأردن، وأغلب الظن أن بطاقتي المجموعة تصبان في مصلحة الأخضر والكمبيوتر الياباني، نظراً لقوتهما، دون التقليل من حظوظ منتخبي سورية والأردن.
ويملك الأخضر حظوظاً كبيرة في المنافسة على اللقب، حيث يعد هو أحد أفضل أربعة منتخبات آسيوية على مدار السنوات الماضية وهذا ما سيسعى لإثباته في هذه البطولة التي تعد هدفاً رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم الذي ضحّى ببطولة خليجي 20 مقابل أن يستعد للمنافسات الآسيوية كما يجب.
وعند قراءة حظوظ المنتخب في المنافسة على اللقب نجد أنها تصطدم بتواجد منافسين على مستوى عالٍ، يأتي في مقدمتهم المنتخب الياباني، وكذلك في مراحل لاحقة الأسترالي بجانب الكوريتين، وهي منتخبات تطورت كثيراً وشاركت في كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا، لكن في المجمل يملك الأخضر فرصة حقيقية لتحقيق اللقب وخاصة أنه يملك لاعبين مميزين قادرين على صناعة الفارق وتذليل كل الفوارق مع المنتخبات المنافسة، حيث يعد مهاجم الهلال ياسر القحطاني النجم الأبرز في الأخضر، ويصنف امتداداً لجيل العمالقة في الكرة السعودية، وقاد المنتخب السعودي بحنكه في النسخة السابقة من كأس آسيا.
ويمتاز القحطاني بتعدد طرق التسجيل لديه فرغم قصر قامته إلا أنه مميز في الكرات الهوائية وهو مهاجم صاحب حلول عدة من مراوغات وتسديد بكلتا القدمين، ربما لا يعيش أفضل أيامه حالياً لكنه يظل الملهم الأول للمنتخب السعودي في كل مشاركاته الدولية.
ولأن المنتخب السعودي دائماً ما يخرّج لنا المواهب المميزة، فالبطولة الحالية ستشهد سطوع مهاجم الاتحاد نايف هزازي المهاجم الشاب الذي انطلق بسرعة الصاروخ مع فريقه الاتحاد أحد أفضل من يلعب الكرات الهوائية بسبب بنيته القوية وارتقائه العالي.
وفي الدفاع يبرز اسم مدافع الهلال أسامة هوساوي أحد أفضل المدافعين في آسيا الذي ترشح أخيراً لجائزة أفضل لاعب آسيوي لعام 2010 بسبب مستوياته المميزة على الصعيد المحلي والدولي، ولا ننسى محمد الشلهوب وحمد المنتشري وتيسير الجاسم وعبده عطيف وسعود كريري.
وربما من الصعب إيجاد نقاط ضعف في المنتخب السعودي، نظراً لتوازن جميع خطوطه، ومعظم الأخطاء التي قد يقع فيها تكون فردية من لاعبي الدفاع، أما الوسط والهجوم فيؤديان المهمة على أكمل وجه بالرغم من نتائجه الودية، والشارع الرياضي السعودي يطمح لتحقيق إنجاز حقيقي بعد الإخفاقات المتلاحقة للمنتخب في السنوات الأخيرة، والتي كان آخرها الخروج من تصفيات كأس العالم 2010، كما سبقها حلول المنتخب في وصافة النسخة الماضية من البطولة التي ذهبت للمنتخب العراقي.
المشجع السعودي لا يرضى سوى بتحقيق الألقاب لكن تطغى على المشجعين حالة من التشاؤم وعدم الاقتناع وخاصة بمدرب المنتخب خوزيه بيسيرو الذي يتعرض لانتقادات إعلامية وجماهيرية كبيرة جداً، وهو مؤشر عام يعكس قلة ثقة المشجعين في إمكانية تحقيق المنتخب للقب الآسيوي، ويبقى هذا الكلام مشروعاً لكن عند الجد فإن المنتخب السعودي حالياً قوة لا يستهان بها وبرأيي فإنه إن عبر الدور الأول فسيذهب بعيداً في هذه البطولة.